نكشفُ سراً!

مُحرج أن يحتفل «السفير العربي» بمرور سنتين على صدوره، مسجلاً مع العدد الحالي الرقم مئة. فمنطقتنا تخوض في الحديد والنار وتختنق بدماء أبنائها وبتفويت فرص تاريخية ثمينة، وبما يلوح كغدٍ غير مشرق، يَعِدُ شبانها وشاباتها بحياة مريرة. ولكننا قررنا أن نفعل، ليس «على الرغم من»، وإنما لهذه الأسباب خصوصاً وتحديداً. وسنكشف في المناسبة سراً: «السفير العربي» مشروع
2014-07-02

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

مُحرج أن يحتفل «السفير العربي» بمرور سنتين على صدوره، مسجلاً مع العدد الحالي الرقم مئة. فمنطقتنا تخوض في الحديد والنار وتختنق بدماء أبنائها وبتفويت فرص تاريخية ثمينة، وبما يلوح كغدٍ غير مشرق، يَعِدُ شبانها وشاباتها بحياة مريرة. ولكننا قررنا أن نفعل، ليس «على الرغم من»، وإنما لهذه الأسباب خصوصاً وتحديداً. وسنكشف في المناسبة سراً: «السفير العربي» مشروع سياسي أكثر بكثير مما هو إعلامي. ولا تناقض.
تقوم الفكرة علىz تأكيد وجود منطقة عربية ـ أمة لو شئتم ـ يجمعها ما هو أساسي ومُهم، ويثْريها الاختلاف والتنوع، بما فيه ذاك الإثني والديني، فلا يسبب الأول لمن هم من «أصول» غير عربية شعوراً بالغربة، إذ من يمكنه اليوم أن يحدد حقاً «أصوله» في منطقة تتوسط العالم ومرت عبرها كل القوافل والجحافل. العروبة انتماء حضاري يمكن للكردي وللامازيغي وللزنجي وللشركسي.. أن يقبله من دون إنكار خصائصه، ومن دون إنكاره هو أو وضعه في مرتبة ملحقة من قِبَل من يرون أنهم «الأكثرية». والعروبة تتسع للإسلام وللمسيحية ولليهودية ولمن لا يحفل بأي دين. ولا يوجد من هم أكثر عروبة من سواهم، فهذا تفسير تضيق به الممارسة التاريخية للمعطى، حتى من قَبل أن يكتسب تسميته الحديثة. وهكذا يجتمع كل أسبوع على صفحات الملحق الذي احتضنته جريدة «السفير» شبان وشابات (خصوصا، فهم 70 في المئة من كتّابنا)، يحملون هموم مجتمعاتهم ويؤمنون بإمكاناتها ويقاتلون دفاعاً عن تحقّقها. وهذا بذاته قرار إرادي، فعل سياسي مصاغ لمعاكسة الواقع القائم الذي يندفع (يُدفع؟) بقوة إلى التفكك والتمزق والجاهلية (والظلم والغلبة والكآبة)، واقع يراد له استعادة نظم جُربت وفشلت وفاض الناس ضدها أحراراً.
وأما قراؤنا ومتابعونا فمئات الألوف ممن يريدون هذا الذي نعمل له ويتلمسون معنا المنافذ إليه. ولذا نستضيف في كل عددٍ مدونين ومفسبكين يقولون ذلك انطلاقا من زوايا نظرهم الخاصة، ورسامين وفوتوغرافيين رائعين يعبرون عن بهجة الحياة أو قوتها في لحظات الحزن، وكاريكاتوريست قولا (كما في «الزاوية الحمرا»)، ورسماً، يسخرون من العفن. هو الثراء المدهش الذي نختزنه. وللمصادفة السعيدة، وقع العدد مئة مع مطلع رمضان، شهر التسامي والتكاتف رغم أنف من يريده تزمتاً... رمضان كريم!

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...