إسرائيل لا تطيق الهزائم، ولا حتى الانكسارات الصغيرة. ليس بسبب كبرياء متضخمة بل، وعلى النقيض من ذلك، بسبب هشاشة قد يصعب تخيل مداها (وحتى وجودها). فهي مموهة خلف قوة عسكرية جبارة، منفلتة من كل عقال، وخلف الاستعداد الدائم لممارسة الهمجية التامة، كما تكرر على مدى 66 عاماً كان آخرها ـ وليس أخيرها ـ في غزة منذ أيام. ماذا تفعل إسرائيل لأن غزة قاومت ولم تستسلم، على الرغم مما يزيد على 20 ألف طن من المتفجرات ألقيت عليها خلال واحد وخمسين يوماً، على الرغم من 2142 شهيداً، ومن كل التدمير؟ تخْبط في الضفة الغربية! تعتقل دفعة واحدة عشرات الشبان، وتصادر 400 هكتار من الأراضي الزراعية الفلسطينية جنوبي بيت لحم، وتضمها الى مستعمرة غوش عتصيون.
وقبل ذلك بأيام، تقتحم منزل النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار في قلب رام الله (!) بقوة عسكرية كبيرة وتأمرها بالمغادرة الى أريحا كعقوبة. القرار لا يأبه باتفاقيات أوسلو، وتصنيف المناطق، ورمزية رام الله، والحرج المفترض وقوعه على محمود عباس، إن لم يكن لأن جرار نائبة منتخبة، فلأن القرار يستند الى «التنسيق الأمني» مع السلطة.يحذر وزراء إسرائيليون ما زال هناك بعض من العقل في رؤوسهم بأن قرار مصادرة الأراضي خطير وسيزيد من عزلة إسرائيل ومن أجواء الإدانة التي تحيط بها بعد عدوانها على غزة. تعترض واشنطن وموسكو والأمم المتحدة... بلا طائل.
إذ يتبجح ليبرمان وبينيت بأن القرار «سيادي»، وأنه ليس إلا بداية لمصادرة اكبر لتوسعة المستعمرة وبناء مدينة جديدة. بينما يحاول مسؤولون إسرائيليون آخرون إعطاء الأمر بُعداً رمزياً (عقلانياً؟؟): هنا خُطف المستوطنون الشباب الثلاثة الذين شُن باسم خطفهم وقتلهم العدوان على غزة. تنكشف الكذبة كما انكشفت سابقاتها. فلا العدوان وقع بسبب هؤلاء الشبان، ولا المصادرة تقع انتقاماً لهم، بل هي مقررة منذ زمن، والحكومة الإسرائيلية طلبت عروضاً لبناء ألف وحدة سكنية في المكان منذ العام الماضي. يبقى «الموضوع». يقلِّبه الإسرائيليون من كل الجهات. يحاولون ممارسة السحر عليه عساه يختفي. يستخدمون السحق والمحق والترهيب. الكذب. إغراء نخب من «السكان الأصليين» يفترض أن تتولى هي الوساطة والتدجين. بلا طائل. الموضوع باقٍ ويتجدد. وإسرائيل تُجن!
إفتتاحية
ماذا بعد غزة؟
إسرائيل لا تطيق الهزائم، ولا حتى الانكسارات الصغيرة. ليس بسبب كبرياء متضخمة بل، وعلى النقيض من ذلك، بسبب هشاشة قد يصعب تخيل مداها (وحتى وجودها). فهي مموهة خلف قوة عسكرية جبارة، منفلتة من كل عقال، وخلف الاستعداد الدائم لممارسة الهمجية التامة، كما تكرر على مدى 66 عاماً كان آخرها ـ وليس أخيرها ـ في غزة منذ أيام. ماذا تفعل إسرائيل لأن غزة قاومت ولم تستسلم، على الرغم مما يزيد على 20 ألف طن من
للكاتب نفسه
لبنان مجدداً وغزة في القلب منه
نهلة الشهال 2024-11-29
... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...
الوحش الكاسر... الوحوش!
نهلة الشهال 2024-09-26
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.
كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"
نهلة الشهال 2024-08-29
تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...