ضرب الارهاب؟

العالم يتعاطى مع الإرهاب وكأنه وحش رابض في مكان ما، تصلح الإغارة عليه وقتله. أمين عام الناتو صرح في مفتتح القمة الأخيرة منذ أيام، بأن الحلف «حقق نجاحات في ضرب الإرهاب الدولي». ومع افتراض أن الكلام ليس شكلياً، فقد تصح ترجمته بأن جهود الاستخبارات الغربية تمكنت من تعطيل الأعمال الإرهابية التي تقع على الغرب وفيه. وكان الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، الذي تحل اليوم ذكراه
2014-09-10

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك


العالم يتعاطى مع الإرهاب وكأنه وحش رابض في مكان ما، تصلح الإغارة عليه وقتله. أمين عام الناتو صرح في مفتتح القمة الأخيرة منذ أيام، بأن الحلف «حقق نجاحات في ضرب الإرهاب الدولي». ومع افتراض أن الكلام ليس شكلياً، فقد تصح ترجمته بأن جهود الاستخبارات الغربية تمكنت من تعطيل الأعمال الإرهابية التي تقع على الغرب وفيه. وكان الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، الذي تحل اليوم ذكراه الثالثة عشرة، ماثلا بوصفه المرجع الكبير في الأمر. مذّاك، وفعلا، لم يحدث شيء مماثل له أو لتفجيرات لندن ومدريد.. ولكن الإرهاب لم ينته، بل تغيرت أهدافه ومسارحه، (ولو «مؤقتا» على ما يقول أربابه). راح يرتكب أفعاله في بلداننا وراحت تنظيماته تتغلغل في أحزمة الفقر حول مدننا الكبرى ويسرح في أريافنا المهملة البائسة، ويختار أهدافاً «محلية»، من مصافي النفط في جنوب الجزائر الى سد الموصل في شمال العراق، وحتى «الدولة الإسلامية» المعلنة كركيزة يشيع أصحابها أنها «باقية وستتمدد».
وليس راسموسن وحده من يطلق الكلام الذي يحتاج الى تأويل. فها أوباما لم يجد أفضل من أن يقول، لتهنئة حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الجديد، أن تشكيله الحكومة «خطوة حاسمة» نحو هزيمة الدولة الاسلامية! والله أعلم كيف. وعلاوة على ذلك، فالرئيس الاميركي يتجاهل «اللقطة» السابقة، أي العنف والخراب اللذين ألمَّا بالعراق على يد الاحتلال الأميركي، وكأن لا شأن لها بما تبع. فما يهمه اليوم حقاً هو تشجيع «المحليين» على التصدي للقتال بأنفسهم بينما «قد» يسندهم الطيران الأميركي، بما يضمن صفر دماء هنا.
المشكلة ان الإرهاب ليس جسماً محدداً يُصفَّى بالضربة القاضية. وأن خلطة الفقر والفساد والاستبداد التي سُيِّدت لعقود، ومعها عربدة إسرائيل التي لا تتوقف، وعجرفة الاستعمار المتجددة، قد «خلقت أوضاعاً». نعم، أوضاعاً! فيها انهيار للتعليم وللثقافة وللمعايير القيمية وللتماسك المجتمعي. ولأي أمل. قد يُقتل الخليفة البغدادي اليوم كما قتل قبله بن لادن. وقد تُجرَّد الحملات على هذه البقعة أو تلك. وقد يُسيطَر على الموقف.. الى حين. فيفرح الرئيس الذي ستنتهي ولايته بعد قليل لتحقيقه انتصاراً. وأما النار فتبقى تحت الرماد.. إلى حين.
            

 


وسوم: العدد 110

للكاتب نفسه

لبنان مجدداً وغزة في القلب منه

... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...