التعامل «المثمر»: تأويلات

لدى نتنياهو نظرية استراتيجية ليست جديدة، لكنه ما كان ليجاهر بها كما فعل منذ أيام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لولا «الحرب الدولية على الإرهاب»: «هناك فرصة تاريخية سانحة حالياً تتمثل بإدراك بعض الدول العربية الهامة لوجود مصالح مشتركة مع إسرائيل ومخاطر مشتركة تتمثل بإيران والإسلام المتطرف (...) إقامة شراكة بين هذه الدول وإسرائيل هو من أجل ازدهار الشرق الأوسط
2014-10-01

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

لدى نتنياهو نظرية استراتيجية ليست جديدة، لكنه ما كان ليجاهر بها كما فعل منذ أيام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لولا «الحرب الدولية على الإرهاب»: «هناك فرصة تاريخية سانحة حالياً تتمثل بإدراك بعض الدول العربية الهامة لوجود مصالح مشتركة مع إسرائيل ومخاطر مشتركة تتمثل بإيران والإسلام المتطرف (...) إقامة شراكة بين هذه الدول وإسرائيل هو من أجل ازدهار الشرق الأوسط بأسره، وستساهم أيضاً في التوصل إلى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين».
تابع وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون موضحاً: «الأفق السياسي للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين يكمن في التغييرات في منطقة الشرق الأوسط وليس في مفاهيم قديمة انهارت مرة تلو الأخرى على مدى 20 عاماً»، وهو يقصد اوسلو الذي تم إبرامه ثم سوقه برعاية واشنطن.
لم تر الأخيرة في كلامهما عيباً، بعكس توبيخها لمحمود عباس الذي قال في الندوة الدولية نفسها: «آن لهذا الاحتلال الاستيطاني أن ينتهي الآن»، وأضاف: «من المستحيل، أكرر.. من المستحيل العودة إلى دوامة مفاوضات تعجز عن التعامل مع جوهر القضية.» بديهي أليس كذلك؟ ليس هذا رأي وزارة الخارجية الأميركية التي قالت المتحدثة باسمها: «كان في خطاب الرئيس عباس اليوم توصيفات مهينة، هي في العمق مخيبة للآمال، ونرفضها». مهينة؟ لعله تعبير «الاحتلال الاستيطاني»! ولعل أبا مازن كان عليه الاستمرار باعتماد صيغ من قبيل «جيراننا».
للحرب على الإرهاب فائدة واحدة على الأقل: توضيح الخطة الإسرائيلية لمن كان يحسن الظن بمصادرة الأراضي، وآخرها «نقل» (هكذا يكون الكلام المهذب وغير المهين) 14 ألف بدوي فلسطيني من أراضيهم في شرق القدس إلى قرب أريحا، «لتعويدهم على حياة المجتمع العصري» (نصاً والله العظيم!)، وبالقتل الجماعي («تطهير الإرهاب» بحسب يعلون الذي يرفض أن «يترك الضفة لتصبح مرتعا له كما هي غزة»).
وهذا كله كان يعرفه الفلسطينيون، لكنه كان ملفوفاً بورق هدايا اسمه أوسلو...
المهم الآن كشف الشركاء العرب الذين تعتدّ بهم إسرائيل لخلق شرق أوسط جديد (عُدْنا!).
 نعرفهم طبعاً تخمينا، وأيضاً من خلال أخبار تتسرب عن اجتماعات وتنسيق. لكن، ما دامت الأوضاع خربة، وما دام الحابل والنابل مختلطين، فثمة «فرصة سانحة» أيضا لـ«ردعهم»، تثبيتا لمحرمات مفيدة وكرد في آن واحد على «داعش» وعلى هؤلاء المتجبرين في الأرض.


وسوم: العدد 113

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوئدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...