شيطان ليس أوحدَ

المشكلة ليست في «داعش» وأمثاله. بشاعة هؤلاء يكاد يكون عليها إجماع.. بل لكان تاماً لولا أن جرى إيصال الناس إلى أقصى البؤس المادي والمعنوي، والشعور بالضياع اليوم وبانسداد أفق الغد. وبأنهم بإزاء سلطات فاسدة ومتجبرة. ذلك ما يترك لداعش وأمثاله فرصة لحيازة بعض الجاذبية في بعض البيئات. وهي نفسها جاذبية هشة وقابلة للاضمحلال لولا العدم الذي يقابلها.ولكن الأمر اليوم
2014-09-17

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك


المشكلة ليست في «داعش» وأمثاله. بشاعة هؤلاء يكاد يكون عليها إجماع.. بل لكان تاماً لولا أن جرى إيصال الناس إلى أقصى البؤس المادي والمعنوي، والشعور بالضياع اليوم وبانسداد أفق الغد. وبأنهم بإزاء سلطات فاسدة ومتجبرة. ذلك ما يترك لداعش وأمثاله فرصة لحيازة بعض الجاذبية في بعض البيئات. وهي نفسها جاذبية هشة وقابلة للاضمحلال لولا العدم الذي يقابلها.
ولكن الأمر اليوم وصل إلى مستويات أكثر فداحة. فما يتهيأ له التحالف الدولي لضرب الإرهاب سيحفز داعش من جهة، وسيضفي مزيداً من الجاذبية على الحالة برمتها.. علاوة على وعده المنطقة بكل أهلها بالدخول في سنوات من الحرب الطاحنة، وهو ما لم يكن ممكناً إنجازه لولا التهويل المدروس الذي مورس، والذي جعل داعش الشيطان الرجيم الأوحد، فارتاحت سائر الشياطين، بل ها هي تتحالف «لسحق الشر». لم ينقض يوم من أيام الشهر الجاري من دون اجتماع دولي، تارة في القاهرة وجدة وطوراً في باريس وويلز، وقريباً في البحرين... يخطِّط القوم للحرب، من دون أن يطرحوا السؤال عن كيفية وصول الموقف إلى هذه النقطة، بل هو يعامل كترف وتضييع وقت، وليس بوصفه الأساس.. حتى للنجاح في الحرب العتيدة.
يبدو السيناريو اليوم مكروراً، بدأ قبل ضرب البرجين في نيويورك بكثير، في تحالف انعقد عام 1990 بحجة إخراج صدام حسين من الكويت. حينها لم يُسأل: «ولكن كيف دخل الكويت؟»، وجرى بسرعة كتم الشبهات التي حامت حول الظروف ومحو ظلالها. فلا وقت، والمهمة الداهمة هي إخراجه منها. وما تلا معروف، وهو لم يتوقف لحظة مذاك. أم نعود إلى أبعد من ذلك، إلى عربدة اسمها إسرائيل وظلم صاف لحق ويلحق بالفلسطينيين، وإبادة مستديمة... أم نتقدم ونستحضر كيف جرى استنفار متعدد الجهات والأدوات لخنق الانتفاضات المندلعة قبل ثلاث سنوات ونيف، والتي بدا انها تتصدى للتغيير بعكس هوجات الجوع السالفة عليها التي كانت تعريفاً انفجارات غضب يائس؟ قُتل الأمل والحلم، واستُنكر أصلاً ظهور مثل هذه الطموحات، بوصفها خطأ لا يغتفر، وجرى تأديب الناس المتجرئين على ارتكابها، وهو ما لم ينته فصولا بعد. «المهمة عاجلة» إذاً، وهي غدت موضع اجتماع/إجماع مترهلين ومتهافتين، يصنعون منها رداءً لبطولات كاذبة، والأخطر أنها عقيمة.
            
 


وسوم: العدد 111

للكاتب نفسه

لبنان مجدداً وغزة في القلب منه

... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...