بربرية لا تبرر أخرى

نشرنا «يقولون بربرية...» أعلاه لأهميته في تصويب الموقف اليوم. قناعتنا الراسخة أن الأفعال المريعة التي أقدم عليها «الغرب» لا تبرر مثيلاتها ولا تجيز ما يمكن توفيره مما يشبهها. ولا تقبل حتى بسجال أو محاجة من هذا القبيل. ومن يفعل، (كما داعش اليوم)، فإنما يتشبه بالمتجبرين، أو يطبِّق منطق الثأر القبلي البدائي. وهو سقوط متنافر مع طموحات مجتمعاتنا الى توفير العدل
2014-10-08

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

نشرنا «يقولون بربرية...» أعلاه لأهميته في تصويب الموقف اليوم. قناعتنا الراسخة أن الأفعال المريعة التي أقدم عليها «الغرب» لا تبرر مثيلاتها ولا تجيز ما يمكن توفيره مما يشبهها. ولا تقبل حتى بسجال أو محاجة من هذا القبيل. ومن يفعل، (كما داعش اليوم)، فإنما يتشبه بالمتجبرين، أو يطبِّق منطق الثأر القبلي البدائي. وهو سقوط متنافر مع طموحات مجتمعاتنا الى توفير العدل والحرية والكرامة كقيم عليا.
نتكلم عن «الغرب» منذ صار غرباً، أي ليس بمعناه الجغرافي ولا بمعنى تضاده الجوهراني مع «الشرق»، بل منذ تشكله حول منظومة واحدة مهيمنة، بفعل القوة والوحشية، ثم بالتفوق الذي اتاحته الهيمنة وتكديس الثروات. النص لم يتطرق إلى وحشية غزو «البيض» للقارة الأميركية، والإبادة التي مارسوها على الشعوب الأصلية والتي كان بعضها في غاية الرقي. فذاك زمن بعيد. ولم يتطرق إلى الكثير سواها، ومنها رمي قنبلتين نوويتين على اليابان، للتجريب والإرعاب، بينما المعركة كانت قد حُسمت. ولم يتوسع في ارتكابات الفرنسيين والأميركان تباعاً في جنوب شرق آسيا، وأشهرها وقائع فييتنام، ولا في ممارسات الاستعمار في أفريقيا، وقد نال العام الفائت أحفاد الكينيين الذين صُفّوا على يد الاستعمار البريطاني اعترافاً من محكمة بريطانيا العليا بالوقائع، وبمظلومية أجدادهم، واعتذاراً وتعويضاً، بينما ترفض فرنسا مثل هذا للجزائر التي استُعمرت لـ132 عاماً واستُبيحت، بحجة أن التاريخ لا تعاد كتابته، وأن ما جرى فات... علماً أنه لم يمت، وبقي جرحاً مفتوحاً حتى اليوم لدى أحفاد المستعمرَين.. تماماً مثلما يقول طفل في مخيم للاجئين الفلسطينيين انه من صفورية أو من اللد، وأنه سيعود.
الملف إذاً طويل عريض.. وفظيع. والقصد هنا فحسب هو التعامل مع العربدة الحالية لذلك «الغرب» في سياق ما يدّعيه من «حرب على الإرهاب». عربدة يرتكبها برفقة حلفائه المحليين الذين تُحرِّك كل منهم دوافع تبدأ من التبعية، وتمر بمخاوف شتى، وتنتهي عند العجز والغباء. هؤلاء لا يهمّ أمرهم. بينما في «الغرب» جهد منظم ومنهجي لتقديم العرب والمسلمين عموماً كمجرمين جينياً، تُطبق عليهم الإبادة أو الإخضاع. ومن ذلك الاشتباه الرائج هناك بكل عربي ومسلم، وإذلاله بطلب صكوك التبرؤ. ويروج لهذا بالكذب البروباغندي وبالتفاخر الحضاري.. فحقَّ عليهم التذكير.
            
 


وسوم: العدد 114

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...