ها قد دُفع الفلسطينيون الى الخروج عن طورهم. والله قد صبروا، وتحملوا ما لم يكن ليتحمل سواهم. وحاولوا بشتى الوسائل، بالحسنى كما بالقوة، ان يردوا الصهاينة والسلطة الإسرائيلية عن تلك البجاحة في العدوان عليهم، عن استباحتهم التي لا تتوقف أبداً. لا يمكن لعاقل أن يرى في الهجوم الذي شنه شابان من جبل المكبّر في القدس على مركز عبادة يهودي في المدينة سوى أن كيل الناس قد طفح. ولا مجال للوم الضحية، تماما كما لا يمكن تفحص العيب في حركة من يدفع عنه قاتلا أو مغتصِباً فيقتله.
هذا اسمه دفاع مشروع عن النفس. أما السادة «المتحضرون» الذين يستنكرون إراقة الدماء أو عدم احترام طبيعة المكان، فعليهم الخجل من كلام يشبه دعوة ماري انطوانيت الجياع الى اكل البسكويت بدلا من الخبز المفقود. وأما جون كيري فلا يحق له، كممثل لنظام لم يتوقف عن ارتكاب ابشع الجرائم على مر العصور، تعيين ما هو إنساني أو غير إنساني. وأخيراً، فليس مستغرباً تهديد إسرائيل بالرد عبر مزيد من قتل الفلسطينيين ومن إفلات عصاباتها عليهم، جيشا ومستوطنين. فهذا يشبه طبيعتها العميقة ويطابق السياق الذي انتهجته، وهو ليس ظرفيا ولا آنيا، بل بنيوي أصيل وتأسيسي.
والآن، انطلاقا من الموقع المرتكز على الموقف أعلاه، يُناقش الحدث! حجة أن إسرائيل تنتهك الأقصى وتهدده فعلا ــ وهي صحيحة ــ لا يمكنها تبرير انتهاك أماكن العبادة اليهودية. وحجة أن إسرائيل تقتل كل يوم أطفالا ــ وهي صحيحة ــ لا يمكنها تبرير ارتكابنا أفعالا مماثلة. لسببين، سياسي ومبدئي، وبينهما وشائج قوية. تحتاج فلسطين لتهزم إسرائيل إلى كسب دعم العالم كله (ليس الطواغيت بل الناس)، كمعركة محقة، وهذا مثلا معنى حملة المقاطعة العالمية، التي تدعو الناس إلى اتخاذ موقف يدين إسرائيل ويعزلها. وتحرير فلسطين ليس معركة دينية، كما كان قيام إسرائيل واستمرارها ووظائفها لا يستند إلى اعتبارات دينية ووعود إلهية مزعومة. هذا كذب لا ينبغي أن تسوقه.. أفعالنا! وهذا هو الموقف الذي يرتكز إليه التكتيك النضالي الفلسطيني بمختلف اتجاهاته. أما حادثة المعبد، فمبادرة فردية يجري تقييمها والتضامن مع مرتكبيها بعد وقوعها. وأخيراً، فالسبب المبدئي هو أننا لا نشبه قاتلينا، ولا نريد التشبه بهم!
إفتتاحية
لا نشبه قاتلينا
ها قد دُفع الفلسطينيون الى الخروج عن طورهم. والله قد صبروا، وتحملوا ما لم يكن ليتحمل سواهم. وحاولوا بشتى الوسائل، بالحسنى كما بالقوة، ان يردوا الصهاينة والسلطة الإسرائيلية عن تلك البجاحة في العدوان عليهم، عن استباحتهم التي لا تتوقف أبداً. لا يمكن لعاقل أن يرى في الهجوم الذي شنه شابان من جبل المكبّر في القدس على مركز عبادة يهودي في المدينة سوى أن كيل الناس قد طفح. ولا مجال للوم الضحية، تماما
للكاتب نفسه
الوحش الكاسر... الوحوش!
نهلة الشهال 2024-09-26
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.
كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"
نهلة الشهال 2024-08-29
تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...
الكذب بوقاحة مضاعَفة إذ تَدّعي البراءة
نهلة الشهال 2024-08-08
يتصرف هؤلاء كما لو أن اختيار "السنوار" جاء من عدم، بل وكدليل على جنوح الحركة إلى التشدد، وإلى المنحى العسكري والقتالي، مع أن "حماس" نفسها قالت إنه ردّها على اغتيال...