هستيريا

تبحث مصر عما/عمن ينتشلها من البؤس الذي تعاني منه، وأوله وجود ما يقرب من نصف المصريين تحت حد الفقر، كتلة كبيرة منهم مُعدَمون، ويعيش بعضهم في «العشوائيات» (11 مليوناً حول القاهرة وحدها) عدا الأحياء داخل المدن. تريد مصر التخلص من التردي المريع في واقع الصحة والتعليم والنقل والسكن... مما ينفع تحقيبه وتحليله، فهو لم يكن أبداً قدراً عاتياً، بل خيارات منهجية للسلطات التي حكمت
2014-01-29

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

تبحث مصر عما/عمن ينتشلها من البؤس الذي تعاني منه، وأوله وجود ما يقرب من نصف المصريين تحت حد الفقر، كتلة كبيرة منهم مُعدَمون، ويعيش بعضهم في «العشوائيات» (11 مليوناً حول القاهرة وحدها) عدا الأحياء داخل المدن.
تريد مصر التخلص من التردي المريع في واقع الصحة والتعليم والنقل والسكن... مما ينفع تحقيبه وتحليله، فهو لم يكن أبداً قدراً عاتياً، بل خيارات منهجية للسلطات التي حكمت البلاد بعد هزيمة 1967.
ما علينا! بالعودة إلى الآن، تَظهر المهمة كاملة غير منقوصة، حاولت انتفاضة الناس في 25 يناير 2011 التصدي لها، متجاوزة «هبات الجوع» المتكررة في العقود الماضية. كانت المحاولة حكماً وبالضرورة ثرية، ترافقت مع استعادة الحرية والكرامة، وقبر الذل والخوف، وتلك ثنائيات متلازمة.
الجنرال السيسي «رجل بهي الطلعة، يريده الشعب والنساء بالدرجة الاولى» بحسب رئيس الوزراء حازم الببلاوي في مؤتمر دافوس، مضيفاً القوة على الوسامة، بتشبيهه بالجنرالين ديغول وايزنهور، بطلي الحرب العالمية الثانية اللذين استلما الرئاسة في بلديهما إثر نصرهما فيها. أليس مَنْ تمكّن من التخلص من الاخوان، رغم قوتهم، سيُخرِج الناس لا محالة مما هم فيه؟ هو يعد خطة تنموية واقتصادية مناسبة.. فإن لم تتحقق يكُن الذنب على الإرهاب الذي يحاربه الجنرال بلا هوادة، بينما هو يتسع ويشتد بلا هوادة أيضاً. «صدفة» يسميها المتحذلقون «إعادة إنتاج العنف». بينما يعتبر متحذلقون آخرون الاعتداد بـ«الأمن» وترفيعه الى غاية عليا تكاد بذاتها تعالج كل المصائب، أسّ المفاهيم الرجعية: ليس فحسب لأنه يعني القمع وإخضاع الناس وضبطهم وإسكاتهم (والأنكى: بموافقتهم)، بل لأنه يموّه المشكلات الفعلية: العمل والكرامة والعدالة.
وتلك هي، وليس الأمن وليس «محاربة الإرهاب»،  شعارات الانتفاضات العربية، قديمها وحديثها. وأما «الشعبية» فليست قرينة على شيء، بدليل الأنظمة والحكام الشعبيين، والمرعبين. عبر الزمن وفي العالم.
في بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي «فوّض» السيسي الترشح، رطانة لفظية مقلقة، تراوح بين التزلف للرجل وخداع الناس بتنويمهم بالمدائح. وفي شروط المشير للترشح كل عناصر صناعة الإجماع المقيت: يريد الشعب والجيش وراءه. ولعل الأصوات التي، من شدة حماستها، اقترحت ترئيسه بلا انتخابات، محقة. فهذه نافلة. إلا أن المشير لن يحرم نفسه من الاستمتاع بالرقم.

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...