فصام أم... ؟

ليلة رأس السنة، أقامت دبي ألعاباً نارية وصفها أميرها بـ«الأكبر في العالم». والمشيخة ــــ يا للرقة ــــ كانت تحتفل بالعام الجديد وباختيارها قبل ذلك بشهرين كمكان مقبل للمعرض العالمي «اكسبو 2020». وكانت أيضاً تريد دخول موسوعة غينيس بهزيمة الرقم السابق في الالعاب النارية الذي سجلته... الكويت بمناسبة الاحتفال بعيدها الوطني في العام الفائت (وهي العاجزة/الخائفة عن
2014-01-08

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

ليلة رأس السنة، أقامت دبي ألعاباً نارية وصفها أميرها بـ«الأكبر في العالم». والمشيخة ــــ يا للرقة ــــ كانت تحتفل بالعام الجديد وباختيارها قبل ذلك بشهرين كمكان مقبل للمعرض العالمي «اكسبو 2020».
وكانت أيضاً تريد دخول موسوعة غينيس بهزيمة الرقم السابق في الالعاب النارية الذي سجلته... الكويت بمناسبة الاحتفال بعيدها الوطني في العام الفائت (وهي العاجزة/الخائفة عن استيعاب البدون من مواطنيها الفعليين، فتتركهم بلا اعتراف ولا حقوق، وأغلبهم في العوز). نجحت دبي.
فما 77 ألف مفرقعة مقارنة بما يقرب من نصف مليونّ (تحديداً 450 الفاً) أطلقت على مدى ست دقائق متواصلة، وأنارت بخطوطها الملونة وتشكيلاتها المتنوعة الصاعدة الى السماء وتنسيقها المتقن، «المكان» (إذ يصعب تسميته مدينة)، فوق الجزر الاصطناعية «نخلة الجميرة»، والاخرى المكونة من ثلاثمئة جزء والملقبة بـ«العالم» والتي تسلّت بإعادة رسم الكرة الأرضية على وجه الماء. الاحتفال بدأ من عند «برج خليفة»، أعلى بناء في العالم بأمتاره الـ828.
وقد التمع في المشهد فندق «برج العرب» (فقط 320 متراً!)، إذ أضاءت المفرقعات الزاهية هندسته التي تذكّر بالشراع... ونعرف أن بناءه كلف 650 مليون دولار، بينما بقيت كلفة برج خليفة، كما مفرقعات هذا العام طي الكتمان، (خفراً ربما؟ أو خوفاً من الحسد والعين).
يحدث هذا في منطقة تشهد أعلى معدلات العنف الدموي في العالم بعدما كانت قد أنْهكت من الجوع والإهمال والنهب والفساد والأمية والمرض واليأس والاستبداد، وتهتُّك البنى التحتية لكل شيء وخرابها: أنظروا القاهرة أو بغداد أو دمشق، حواضر هذه الأمة! قد يستمتع مشاهد ضجر أمام شاشة تلفازه بالمشهد.
كما آلاف السياح الذين حضروا خصيصاً الى دبي. قد يدهشون، ولا سيما إن كانوا من محبي ديزني لاند ومثيلاتها. ولكن الاحتفالية لا تحفِّز على الاحترام. ليست عنواناً لغير القدرة على الإنفاق، حيث المضاربة المالية العالمية تحل محل مداخيل النفط والغاز، وكلها ريوع، لا تبني اقتصاداً منتجاً ولا تتأسس على معرفة ولا تؤسسها.
فهل سيكف هؤلاء عن البذخ وعن التباهي به، أم يجب العودة الى «نفط العرب للعرب»، وكذلك «برج العرب» لهم (طالما جرى اختيار اسم كهذا له)؟ عيب يا قوم، استتروا!


وسوم: العدد 75

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...