... من دون تحريك الكلمة، لتحمل معاً معنيي اللاجدوى والتلاعب. فهل يُعقل أن ينعقد جنيف 2 من دون مشاركة إيران؟ الأمم المتحدة تطلب مشاركتها، وحتى الفاتيكان، في بيان استبق زيارة الوزير الاميركي كيري له.
لا يمكن ان تشارك السعودية وتركيا ولا تدعى إيران. ليس توازناً بينها، بل لكل الأسباب الواجبة في السياسة، بدءا من اعتبار الفرضية الأبسط القائلة بأن هذه البلدان تتقاتل بالوكالة على أرض سوريا، فيكون ضرورياً تماما إحضارها معاً إلى مؤتمر وظيفته أنه محطة في سيرورة الحل السياسي لهذا البلد المدمّى، الذي أكله الخراب.
طريفة تبريرات حضور إيطاليا والبلدان الاسكندينافية والهند وأندونيسيا والكويت الخ... كلها تقع في دائرة التشكرات ــــ فلنقل التشجيع كذلك ــــ لمن ساهم بسفينة لنقل الكيماوي أو بفلوس للنازحين والمنكوبين، أو لمن سيساهم بـ«قبعات زرق»، قوات دولية حين يأتي أوان السلام. وهذه اعتبارات تُحسب، بل لعلها تساهم في الإيحاء بأن الأمر جدي، لا يفرَّط بأي عنصر يمكنه المساعدة على تحقق المسار، ومن بعده الهدف، في الوقت الذي وصل العبث (بمعنييه) إلى درجة مجنونة وبات السؤال حول حظوظ لملمة كل ذلك، حتى لو توفر القرار، مشروعاً وواقعياً.
البازار المفتوح مع إيران سخيف. وهو يبدو وكأنه انتقامي وتعويضي في آن: لإرضاء بعض المعارضة السورية المشتركة في جنيف والتي تخلط بين الكلام (الشاهق) والفعل (المعدوم)، للضغط على إيران في ملفات أخرى، لعدم تدليعها بينما المباحثات معها حول الملف النووي تتقدم، للتملق لبلدان خليجية ترى فيها العدو الأول، للضغط على الروس وعدم تدليعهم هم الآخرين... الى آخره. ولكن كل الحجج والشروط لا تستقيم.
كما لا تستقيم طرق الالتفاف على هذه العقبة المصطنعة، كأن تجري محاولة لدعوة إيران بمرتبة أدنى.سوريا تحتاج الى بدء مسار جنيف. وهو، بناء على المعطيات القائمة، مرشح لأن يكون طويلا وشاقاً ومليئاً بالمنحنيات.
وأما افتتاحه بمثل هذه الهنّات فيجعل المسار أطول وأشق وأكثر تقلباً، بل يهدد بانهياره (ولو المؤقت) وبترك البلاد لأمد طويل بؤرة عنف منفلت من كل عقال، تجر معها إليه المنطقة المحيطة، حيث للاحتواء حدودٌ، وهي صارت مخترَقة، مما لا مصلحة لأحد فيه.
إفتتاحية
عبث
... من دون تحريك الكلمة، لتحمل معاً معنيي اللاجدوى والتلاعب. فهل يُعقل أن ينعقد جنيف 2 من دون مشاركة إيران؟ الأمم المتحدة تطلب مشاركتها، وحتى الفاتيكان، في بيان استبق زيارة الوزير الاميركي كيري له. لا يمكن ان تشارك السعودية وتركيا ولا تدعى إيران. ليس توازناً بينها، بل لكل الأسباب الواجبة في السياسة، بدءا من اعتبار الفرضية الأبسط القائلة بأن هذه البلدان تتقاتل بالوكالة على أرض سوريا،
للكاتب نفسه
ماذا الآن؟
نهلة الشهال 2024-03-15
وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...
غزة تقاوِم وتسجّل بداية تاريخ جديد
نهلة الشهال 2024-02-29
لأن العجز كان يضاعف الألم، فقد سعينا إلى مرافقة غزة بواسطة السلاح الذي بين يدينا: الكلمة والكشف عما يجري ومقارعة الرواية المزورة
قصة شهادة "البعثات المدنية" عن معركة جنين (2002)
نهلة الشهال 2024-02-21
ليست ذكريات (فحسب)، بل للقول أن المشروع الصهيوني مستمر، بغض النظر عن أحداث تقع هنا أو هناك وتُتخذ حجة للقتل والابادة. بل هو يتعاظم، وقد وصل اليوم الى حد الجنون...