بعضنا لا يرغب بالانتباه الى معنى ما قالته الإدارة الأميركية بكل اللغات: «اهتمامنا لا يمكن أن يتركز على ناحية واحدة من العالم». وهي الصيغة المهذبة الأخيرة التي جاءت لتؤكد تصريحات وإجراءات عديدة، فصّلت من جهة تعريف المصالح الإستراتيجية الاميركية الراهنة، وأوضحت من جهة أخرى حدود قدرات واشنطن، غير الكلّية. فهذه من صفات الجلالة. هو منجز أوباما أو بصمته. وفي ما يخص منطقتنا، فقد كان ذاك التصريح إيذاناً بانتهاء حقبة الجنون التي قادها المحافظون الجدد الذين ظنوا أن بإمكانهم إعادة تشكيل الكون، بعلامة انهيار المعسكر الاشتراكي! لم يبدأ هذا النزوع مع البوشيْن، وهما لم يخترعاه، ولكنهما جسداه بفجاجة، وإن بتفاوت. وعلى ذلك، يصعب تصور العودة اليه في المستقبل القريب، إلا كانتحار.
وأما القيادة في الرياض، فتزعل وتحرد من «تركها في منتصف الطريق» لتتدبر أمرها لو شاءت، أو لتعقل وتعدِّل في اتجاهاتها، وهو أفضل. وهي أملت توجيه ضربة عسكرية أميركية لسوريا، مع العلم أنها لكانت ستكون مجانية، أو حتى ذات مفعول عكسي، أو حتى تسرِّع تطورات قد تمسها هي نفسها. وهي مستمرة في حربها المزعومة ضد النفوذ الإيراني في العراق (ويقال أحيانا «ضد الشيعة»)، حتى لو كان جلياً أن العمليات الانتحارية التي تنفذها مجموعات تحت تسمية «القاعدة» ضد حسينيات ومدارس وأسواق عامة لا تردع النفوذ الإيراني ولا غلواء التشيع... بل على العكس. ويؤدي التجاذب - أو التلاعب - الإقليمي بالمعارضات السورية، وتذررها المريع، وافتقادها الرؤية الخ... الى تبنيها سلوكيات تفتقد السياسة، من قبيل قرار مقاطعة مؤتمر جنيف، والحرد من الغربيين لخيانتهم لها. صحيح أنهم باعوها في الماضي أوهاماً، ولكن تصديقها بلا تمحيص سذاجة في أحسن الأحوال أو دليل على انعدام المسؤولية. وهكذا هي الحال في كل ركن من المنطقة على اختلاف أوضاعها.
لا منقذ يختصر بقوته أو بعصاه السحرية سياقاً لا بد من بنائه واتباعه، بعد تعيينه واختياره. بعقلانية، أي بحساب المصالح والإمكانات معاً. وأما التخبط الحالي للسلطات كما للقوى الفاعلة ميدانياً على حد سواء، في كل المنطقة بلا أي استثناء، فمسخرة وعلامة أكيدة على الفوات، وعلى خطر الاندثار.
إفتتاحية
اصطفلوا!
بعضنا لا يرغب بالانتباه الى معنى ما قالته الإدارة الأميركية بكل اللغات: «اهتمامنا لا يمكن أن يتركز على ناحية واحدة من العالم». وهي الصيغة المهذبة الأخيرة التي جاءت لتؤكد تصريحات وإجراءات عديدة، فصّلت من جهة تعريف المصالح الإستراتيجية الاميركية الراهنة، وأوضحت من جهة أخرى حدود قدرات واشنطن، غير الكلّية. فهذه من صفات الجلالة. هو منجز أوباما أو بصمته. وفي ما يخص منطقتنا، فقد كان
للكاتب/ة
حوار مع نهلة الشهال: بوصلتنا الاستمرارية في «البحث وسط الخراب عما ليس خرابًا»
نهلة الشهال 2025-11-14
في الحوار مع «الفيصل» تكشف الشهال عن مسار طويل من الالتزام الفكري والسياسي، يمتد من تجربة اليسار الجديد في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إلى تأسيس منصة «السفير العربي» التي صارت...
صون شعاع الأمل المتجدِّد
نهلة الشهال 2025-11-06
هذا صراع عنيف وشرس، لم يتوقف يوماً، منذ فجر التاريخ وإلى اليوم. ينتصر الخير أحياناً، وينتكس في أحايين أخرى، وينهزم مرات. وحين ينتصر، يُصاب البشر بالنشوة، وحين ينهزم يهبطون إلى...
العبودية الجديدة
نهلة الشهال 2025-10-06
لم تولد بشكل مفاجئ هذه الحال، التي تعيشها البشرية اليوم في كافة الميادين، السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والفكرية. لم تولد مع الحرب الإبادية على غزة، الدائرة منذ عامين بوحشية نادرة....

