حالُنا والزمن

ليس عتباً ولا استنكاراً، ولا حتى استنهاضاً. وعلى ذلك، فلتقرير الواقع وظائف، أولها الإدراك الذي يمكن أن يُبنى عليه ـــ أو يُولَّد منه ـــ ما قد يسمح بالتجاوز. في سوريا تذهب الأمور إلى العبثية التامة، وبات القول بطول الحال الفظيع القائم وغموض مآلاته مقبول من كل الآراء. وفي العراق تتردى الحال يوماً بعد يوم، حتى ظهرت أصوات تتكلم عن ضرورة عودة الاحتلال الأميركي (رغم انه وقتها لم يكن الحال أفضل!)
2013-11-06

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

ليس عتباً ولا استنكاراً، ولا حتى استنهاضاً. وعلى ذلك، فلتقرير الواقع وظائف، أولها الإدراك الذي يمكن أن يُبنى عليه ـــ أو يُولَّد منه ـــ ما قد يسمح بالتجاوز. في سوريا تذهب الأمور إلى العبثية التامة، وبات القول بطول الحال الفظيع القائم وغموض مآلاته مقبول من كل الآراء. وفي العراق تتردى الحال يوماً بعد يوم، حتى ظهرت أصوات تتكلم عن ضرورة عودة الاحتلال الأميركي (رغم انه وقتها لم يكن الحال أفضل!) بينما تكتفي السلطة بإدارة الأزمة على كل الصعد، الحياتية والأمنية، بما يكفل بقاءها ممسكة بكل الخيوط، فتستمر امكانية استنزاف الطاقات الهائلة لتلك البلاد، بالنهب غير المحدود. وفي مصر، تبدأ محاكمة مرسي وسط مشهد سوريالي، فلا السلطة العسكرية ينتابها تأنيب ضمير على دفعها الحال إلى حرب أهلية منخفضة الوتيرة، بمسميات شتى، من صدامات مع الإرهاب إلى اجتثاث الإخوان إلى صلاة استسقاء للحكم العسكري، ولا الإخوان يتوقفون أمام ما اقترفوه وقصوراتهم المريعة. بل كله تمام ويسير وفق قوة اندفاعه الذاتي. ومنذ أيام، صرح نتنياهو بأن من شروط «السلام» مع الفلسطينيين ليس التخلي عن حق العودة فحسب، وليس الاعتراف بيهودية الدولة فحسب، بل ارتضاء أن يبقى الجيش الإسرائيلي في الأغوار، على الحدود مع الأردن، وأنه سيباشر بناء جدار هناك، وأسمى ذلك «حدود الأمن»، وهي نظرياً غير الحدود الجغرافية، مبتدعاً تعبيراً جديداً. والمستوطنون يصلّون في المسجد الأقصى، وسيشرَّع ذلك، والفلسطينيون يُمنعون من قطاف الزيتون وتقتلع أشجارهم في الضفة كما قراهم في النقب... وفي ليبيا حكومات متعددة مستقلة (؟) بأعلام وأناشيد وطنية، وبين الجزائر والمغرب بداية تبادل لإغارات على القنصليات (وعلى الحدود؟)، وفي تونس تبدو الآمال الموضوعة على الحوار وكأنها ديكور مسرح، وأما اليمن... والمدهش ألا يستحث ذلك خلاصات من أي نوع. ألاَّ يُرصد أي تطور أو يقاس، بل أن يستمر الخطاب الشائع منفصماً عن كل ما يجري، و«أبدياً» (بمعنى الجمود). أين الزمن في كل هذا؟ لعلها ضريبة عقود من العسف، لعله تحت السطح تجري تمخضات. ولكن حالنا ـ اليوم ـ لا يُسرّ.

للكاتب نفسه

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...