... ومنها مثلاً أن يصدِّق الرئيس الفرنسي هولاند بأنه «يقود الموقف الشجاع ضد إيران» كما قال له نتنياهو أثناء زيارته لإسرائيل منذ أيام، أو أن يصدق أنه يقود أصلا أي شيء، فيما يصل انهيار شعبيته في بلده إلى حدود غير مسبوقة إطلاقاً. وهذه مفارقة مسلية وغير مهمة للبشرية. تماماً كتصريحاته عن إسرائيل التي «لم تتنازل في أي وقت عن قيم الديموقراطية والتعددية» والحقوق الخ... مما بات هراء و démodé. لا داعيَ للاسترسال في تقليب التصريحات المقززة التي تبادلها هولاند ومضيفوه الإسرائيليون، عدا واحدة، حين أشار شمعون بيريس بكل وقاحة الى «الدَين الذي في رقبة الإسرائيليين حيال فرنسا التي ساعدت بلدهم على بناء قوته العسكرية» مذكراً العالم بأن فرنسا هي من منح إسرائيل قنبلتها النووية ثم بنى مفاعلها! فموضوع الزيارة يتعلق أصلا وفصلا بالملف النووي الإيراني.
وتكريساً لـ«زعامته» الدولية تلك، حلم هولاند بـ«الدوبلة» على الأميركان: عساه ينتزع من إسرائيل موقفاً ما بشأن المفاوضات المتعلقة بالملف الفلسطيني، فيوفر قاعدة للتشدد حيال إيران أثناء جولة جنيف المقبلة. أو ينتزع من السلطة الفلسطينية شيئاً، مبتزاً بأن المنطقة تواجه مخاطر اندلاع حرب كبرى، إذ تهدد إسرائيل بشن هجوم على المنشآت الإيرانية لو حدث ووُقِّع اتفاق مرحلي في جنيف، أو خففت العقوبات عن طهران. فماذا فعل نتنياهو؟ دعا الرئيس الفلسطيني إلى الحضور إلى الكنيست و«الاعتراف بالحقيقة التاريخية»، والمقصود أن القدس تعود لإسرائيل!
ذلك أن ملف ما يقال له «العملية السلمية الإسرائيلية الفلسطينية» فارغ، وهو بالتالي غير قابل للمقايضة. لم يعد لدى الفلسطينيين ما يقدمونه، بعدما استُبيحوا على تلك الشاكلة. ولا يرغب الإسرائيليون بأي تنازل وإنْ شكلياً. وأقصى ما هم مستعدون له هو محاولة بيع قرارهم بتجميد توسيع (بعض) الاستيطان لوقت (كم؟) وكأنه ثمن يدفعونه من أجل إراحة الموقف وإتاحة الضغط على إيران، متناسين أن توسيع الاستيطان، والاستيطان نفسه، وقضم القدس، والجدار، إلخ... إضافة لشن الغارات، كلها مخاِلفة للقانون الدولي ولقرارات الهيئات الدولية. ويؤسس ابتلاع هذا وتسويقه لمزيد من نسف كل معايير متبقية تضبط العالم. فإنْ اعتمد الكبار الكذب والتزوير والاعتباط، فما الذي يمنع غيرهم عنها؟
إفتتاحية
خزعبلات
... ومنها مثلاً أن يصدِّق الرئيس الفرنسي هولاند بأنه «يقود الموقف الشجاع ضد إيران» كما قال له نتنياهو أثناء زيارته لإسرائيل منذ أيام، أو أن يصدق أنه يقود أصلا أي شيء، فيما يصل انهيار شعبيته في بلده إلى حدود غير مسبوقة إطلاقاً. وهذه مفارقة مسلية وغير مهمة للبشرية. تماماً كتصريحاته عن إسرائيل التي «لم تتنازل في أي وقت عن قيم الديموقراطية والتعددية» والحقوق الخ... مما
للكاتب نفسه
لبنان: من هو الوطني اليوم؟
نهلة الشهال 2025-01-16
الوطني اليوم هو من ينوي لملمة كل تلك التقرُّحات وكل ذلك العفن. أن ينوي أصلاً، ويعلن عن ذلك، فهي خطوة إيجابية. وهو سيواجه مقاومة عنيدة من المستفيدين من واقع الحال...
لبنان مجدداً وغزة في القلب منه
نهلة الشهال 2024-11-29
... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...
الوحش الكاسر... الوحوش!
نهلة الشهال 2024-09-26
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.