ضجيج بلا طحن

السيد جون كيري رجل يؤمن بالحركة وسيلة لدفع الأمور إلى الأمام، حتى لو كانت تصدها جبال. زار المنطقة عشر مرات خلال 2013، في إطار ما يسمى مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وهذا الأسبوع كانت له زيارة إضافية، «مفاجئة». الرجل يؤمن أيضا بالمساومة. جاء يحاول شراء وقت إضافي لتلك المفاوضات، يتجاوز نهاية الشهر الجاري، الموعد المعين أصلاً لها عند استئنافها، مطالباً بدفعه الى نهاية العام
2014-04-02

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

السيد جون كيري رجل يؤمن بالحركة وسيلة لدفع الأمور إلى الأمام، حتى لو كانت تصدها جبال. زار المنطقة عشر مرات خلال 2013، في إطار ما يسمى مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وهذا الأسبوع كانت له زيارة إضافية، «مفاجئة». الرجل يؤمن أيضا بالمساومة. جاء يحاول شراء وقت إضافي لتلك المفاوضات، يتجاوز نهاية الشهر الجاري، الموعد المعين أصلاً لها عند استئنافها، مطالباً بدفعه الى نهاية العام الجاري. ماذا بعد؟ فكما يرى السيد كيري، الأمر الوحيد الذي لا يمكن وقفه هو مرور الوقت، وما يبدو داهماً اليوم مع اقتراب «موعد» 29 نيسان/ابريل، سيبدو داهما مجدداً في 29 كانون الأول/ديسمبر... القادم لا محالة.
الفكرة في الـdeal اليوم هي مبادلة السجين الأميركي جوناثان بولارد، المدان بالتجسس لمصلحة إسرائيل العام 1985، والذي مُنح الجنسية الإسرائيلية عام 1995. ما ثمن الرجل يا ترى؟ الأسرى الفلسطينيون من الدفعة الرابعة الذين كان يُفترض أن يُطلَق سراحهم استكمالا لاتفاق سابق (وهذا تجسيد للفن الإسرائيلي الذي يعود دوما خطوتين إلى الوراء بعد إقدامه على خطوة إلى الأمام، فيقبض هكذا ثمن الأشياء نفسها عدة مرات)؟ أم أسرى نوعيون كمروان برغوثي وأحمد سعدات؟ ام تجميد المستوطنات، بينما إسرائيل باشرت مصادرة أراض فلسطينية جديدة جنوب نابلس... والتجميد كان شرطا فلسطينيا جرى التراجع عنه مسايرة لاوباما...
الطريف أن بولارد ملكي أكثر من الملك، ولا يريد أن يُقايَض بفلسطينيين يُطلَق سراحهم، ويعتبر الصفقة «مقززة»، ولو أنه لا كلمة له في الشأن. ما هي البضائع الأخرى القابلة للمساومة؟ الغريب (بلا مزاح هذه المرة، بل بغضب) أن السلطة الفلسطينية تعتبر طلب انضمام فلسطين إلى هيئات الأمم المتحدة الـ63 التي لم تنضم إليها بعد، ورقة للمساومة هي الأخرى، فتهدد بارتكابها لو لم تطلق إسرائيل الأسرى. هل ما زلتم تتابعون أم أُصبتم بالدوار؟ حسناً! بالطبع الأصل أنه لا فرص للوصول إلى أية تسوية اليوم لأسباب يطول شرحها. وفيما إسرائيل مستمرة في مخططاتها، وفيما واشنطن قد تتمنى كسبا معنويا ولكنه في نهاية المطاف ليس حيويا لها، فالسلطة الفلسطينية هي الجهة الوحيدة في هذه المعمعة التي تمثل أصحاب القضية، ولكنها تنتظر فرجا غامضا وتبدو عقيمة تماماً.
            
 

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...