ليس تاريخ عيد الأم موحداً في العالم. وليست التفسيرات العالِمة حوله موحدة كذلك. ولكن التفاوتات بحسب التقويم المعتمد، والغايات، لا تنجح في فك ارتباط العيد، سحيق القدم، بالربيع، أو بتجدد الحياة.
هناك من حاول تحوير الأمر للاحتفاء بالخصوبة، ولتشجيع النساء على الإكثار من الأطفال، وفي الوقت نفسه لتقديس العائلة، فاكتسب العيد لمحة دينية محافظة، بل شبه فاشية، كما في فرنسا على يد الماريشال «بيتان» في مطلع الحرب العالمية الثانية. هناك بالمقابل من سعى إلى مطابقة العيدين معا، «يوم المرأة» حديث العهد، وعيد الأم، موحياً أنهما في نهاية المطاف شيءٌ واحدٌ، أو مستكثراً على النساء عيدين! ولكن ذلك يبقى حذلقة لا تنفع.
عيد الأم يرتبط في الوجدان العام، في القناعة العميقة للناس، بقدوم الربيع. هو رأس السنة الفارسية والكردية، ويسميانه «النوروز»، («اليوم الجديد»)، كما تحتفل به بالمسمى نفسه الشعوب التركية: أزهار وخروج جماعي إلى الطبيعة للطعام في حضنها، وغناء ورقص، وشعلة من النار لدى البعض، و«شم النسيم»، العيد الفرعوني لدى البعض الآخر، وفصح لدى اليهود والمسيحيين، واحتفال بـ«ريا» أم كل الإلهة، وأم الإله «زوس» لدى الإغريق.
«عيد الدخول» في أرض السواد، جنوب العراق، دخول دورة حياة جديدة، حيث تحكي اسطورة إنَّانا السومرية (أو عشتار البابلية)، عن الجمال والحب والإيثار، والخضرة التي تملأ الطبيعة. وعن الصراعات أيضاً. وثنيٌ كل هذا؟ قد يظن المتزمتون ذلك وهم يشككون بـ: «الجنة تحت أقدام الامهات»، مستنكرين أن يُنسب الحديث إلى الرسول، مغلِّبين أنه «ضعيف»! ولكنها الحياة، تحتفي بها الشعوب في كل حين، بحسب ما تعرف وتتوارث وتنقل، فتتحور التفاصيل، ويبقى الزبد.
نقول فلسطين؟ تفرض نفسها صورة المرأة حاملة مفتاح البيت القديم. هي الأم، ولو لم تكن أماً بالمعنى البيولوجي المباشر. بل صورة الفستان المطرز الزاهي، المميّز الذي لا تخطئه عين، رمز تلك المرأة / الأرض.
إفتتاحية
عيد الأم، التجدد الدائم
ليس تاريخ عيد الأم موحداً في العالم. وليست التفسيرات العالِمة حوله موحدة كذلك. ولكن التفاوتات بحسب التقويم المعتمد، والغايات، لا تنجح في فك ارتباط العيد، سحيق القدم، بالربيع، أو بتجدد الحياة.
هناك من حاول تحوير الأمر للاحتفاء بالخصوبة، ولتشجيع النساء على الإكثار من الأطفال، وفي الوقت نفسه لتقديس العائلة، فاكتسب العيد لمحة دينية محافظة، بل شبه فاشية، كما في فرنسا على يد الماريشال
2013-03-20
شارك
للكاتب نفسه
لبنان مجدداً وغزة في القلب منه
نهلة الشهال 2024-11-29
... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...
الوحش الكاسر... الوحوش!
نهلة الشهال 2024-09-26
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.
كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"
نهلة الشهال 2024-08-29
تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...