يمكن الاتكال عليهنّ

يفرد «السفير العربي» هذا الأسبوع صفحاته للنساء. متنوعات، كما هن في الواقع، بحسب شروطهن الطبقية والتعليمية والمناطقية والعمرية، وبحسب وعيهن لذاتهن، وبحسب أوضاع بلدانهن. اليوم ليس اختزالاً احتفالياً أو تقييمياً، يغدو بالضرورة رمزياً، يتناقض مع الشمول والاستمرار المحمولين بشعار تطالب به النساء ويصررن عليه: كل أيام السنة... بالتأكيد! ولكن هذا لا يمنع ذاك. عيد أو يوم مخصص، وكذلك نضال عنيد كل الأيام.
2013-03-06

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

يفرد «السفير العربي» هذا الأسبوع صفحاته للنساء. متنوعات، كما هن في الواقع، بحسب شروطهن الطبقية والتعليمية والمناطقية والعمرية، وبحسب وعيهن لذاتهن، وبحسب أوضاع بلدانهن. اليوم ليس اختزالاً احتفالياً أو تقييمياً، يغدو بالضرورة رمزياً، يتناقض مع الشمول والاستمرار المحمولين بشعار تطالب به النساء ويصررن عليه: كل أيام السنة... بالتأكيد! ولكن هذا لا يمنع ذاك. عيد أو يوم مخصص، وكذلك نضال عنيد كل الأيام.
في مقالات النسختين الورقية والالكترونية، نعيد اكتشاف النساء. جدات وأمهات، غالباً أميات و/أو فقيرات، علّمن الأبناء على قيم تنوء بها أعرق الجامعات. مقاوِمات ضد ظلمهن، ينجحن أحياناً في الإفلات، ويلتففن على الهزيمة حين لا تكون ساحقة. مناضلات اخترن بناء المواقف وبلورتها وتحمّل مسؤوليتها. نساء يصْبرن ويعْضدن. يمكن الاتكال عليهن. لولاهن لانتهت فلسطين مع النكبة، فهن من حصَّنَّ المجتمع المقتلع بتلك السرعة والعنف، وأعدْن إليه التماسك في ظل النزوح والشتات. لولاهن لسُحق العراق بعد حروب مهولة متتالية وحصار، فهن من أمسك بالمجتمع، إدارة وإنتاجاً وابتكاراً لوسائل تتغلب على التدمير الأحمق أو ذاك المبرمج. لا يكفي. فكلما برزت قدراتهن بمختلف مراتبها وطبائعها، كلما ازداد التوجس من حريتهن وإمكاناتهن. وقيل: «كيدهن». وعندها تنطلق الماكينة الهادفة إلى الضبط والاحتواء والإخضاع. ففي النظام المهيمن، يتداخل الاضطهاد الطبقي، الذي يستغل أغلبية الناس تحت مسميات شتى، والسيطرة الذكورية التي تحرص على صون التراتبيات. ولا يستقيم واحدهما من دون الآخر. ويُجاب أن للنساء المدللات حظوة. ولكنهن نوع من الواجهة التي تعرض نجاح صاحبها أياً كان، أباً أو زوجاً. وهو المنطق البضاعي نفسه الذي يصل إلى «أقدم المهن». لقد سُنت أبشع القوانين، ومنها ترسيخ حماية «جرائم الشرف»، بعد بروز النساء في الحقل العام. فذلك البروز مرعبٌ لأنه يحمل الاضطراب إلى مجمل التركيبة القائمة. وكان لا بد من الردع وإعادة السيطرة. ويحدث امتناع مستميت عن تطبيق المساواة القانونية للنساء في منطقتنا، تحت مبررات شتى، كلها تقود إلى اعتبارهن حصان طروادة لغزوات غامضة.
لا يهم. سيحصل. كما حصل الحق في التعليم والعمل. تحية لهن.


وسوم: العدد 149

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...