بعد أيام ستسقط بغداد

5/4. إنه اليوم السابع عشر من غزو الاميركان للعراق. اليوم تدور معركة المطار الدولي. وما زالت البصرة محاصرة. أطلق الاميركان قذائفهم من اليورانيوم المنضَّب، ورموا بقنابل تزن عشرات الأطنان. اثبتوا أنهم يمكنهم سحق المقاومات التي تواجههم، وقد جُنّوا بسبب خسائرهم في المطار وقبله في ذراع دجلة، حيث اصطدموا بفرقة مدرعات قررت المقاومة وأنزلت بهم إصابات جسيمة، لم يتوقعوها. بعد أيام، في 9/4، سيعلن
2013-04-03

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

5/4. إنه اليوم السابع عشر من غزو الاميركان للعراق. اليوم تدور معركة المطار الدولي. وما زالت البصرة محاصرة. أطلق الاميركان قذائفهم من اليورانيوم المنضَّب، ورموا بقنابل تزن عشرات الأطنان. اثبتوا أنهم يمكنهم سحق المقاومات التي تواجههم، وقد جُنّوا بسبب خسائرهم في المطار وقبله في ذراع دجلة، حيث اصطدموا بفرقة مدرعات قررت المقاومة وأنزلت بهم إصابات جسيمة، لم يتوقعوها. بعد أيام، في 9/4، سيعلن رسمياً عن سقوط بغداد.
ثم ماذا؟ ارتكب الاميركان، الذين شكلوا أكثر من 95 في المئة من قوات التحالف الغازي، كل الموبقات. سرقوا المتحف الوطني العراقي (حوالي 200 الف قطعة، بعضها احتاج لرافعات بسبب ضخامة حجمه)، انتهكوا بابل (ستة آلاف سنة قبل الميلاد)... وبمناسبة الذكرى العاشرة لنصرهم تخرج المزيد من الفضائح: عن التعذيب الوحشي الذي تعرض له العراقيون في مراكز اعتقال ضمت عشرات الآلاف، عن انتهاك كل القوانين والاعراف، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف، عن الفبركة وتركيب الحلول كيفما اتفق من قبل المستر برايمر وسواه. عن هاليبورتن، وشركات نهابة تشبهها. عن الفساد والكذب وقلة الكفاءة والغباء والجهل والاستهتار والقسوة...
ثم ماذا؟ جرى تدمير منهجي للعراق. وعدوا به قبل غزوتهم تلك بأكثر من عشر سنوات: «سنعيد العراق الى العصر الحجري». للسيطرة على النفط، للسيطرة على عموم المنطقة. كان ذلك قبل هجمات سبتمبر 2001. لا علاقة لها. ولا مبرر لما قاموا به. هذا ما قالته لجنة الاستخبارات في الكونغرس الاميركي، في تقريرها الشهير عام 2008، الذي لام بوش على «تعمده خداع الشعب الاميركي». وقتها أيد التقرير سيناتور جمهوري، صار اليوم وزيراً للدفاع، وتكرهه اسرائيل. مستر هاغل. لم تخرج الدولة الاميركية منتصرة ولا غانمة من الحرب.
ماذا بعد؟ الاميركان ممعنون. يغطيهم العار، ولكن لا يهم. عادوا الى نبش خطة بايدن لتقسيم العراق الى ثلاث ولايات، تحت مسمى الفدرالية. وهناك من بين المسؤولين العراقيين من يؤيدهم، تماما كما أيد أحمد الجلبي الغزو يومها، وشجع عليه. ولكن أين الرجل؟ هل سأل نوري المالكي نفسه هذا السؤال؟
            
 

للكاتب نفسه

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...