براءة الله

تتشابه المجازر العرقية والطائفية. واحدة أبشع (هل هناك مفاضلات في هذا الجانب، موت رحيم مثلاً؟)، وأخرى أوسع، مع أن الإسلام يقول إن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً. وتردد الفكرة ذاتها كل الأديان السماوية وكل الفلسفات. ورغم ذلك...للإنسان قدرة على تبرير أفعاله لا تضاهيها قدرة. مواقع التواصل الاجتماعي عكست تعليقات الناس بخصوص المجزرة السورية الأخيرة في مدينة بانياس، التي
2013-05-08

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

تتشابه المجازر العرقية والطائفية. واحدة أبشع (هل هناك مفاضلات في هذا الجانب، موت رحيم مثلاً؟)، وأخرى أوسع، مع أن الإسلام يقول إن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً. وتردد الفكرة ذاتها كل الأديان السماوية وكل الفلسفات. ورغم ذلك...
للإنسان قدرة على تبرير أفعاله لا تضاهيها قدرة. مواقع التواصل الاجتماعي عكست تعليقات الناس بخصوص المجزرة السورية الأخيرة في مدينة بانياس، التي استكملت بأخرى في قرية البيضا بالقرب من المدينة. وحيال المشاهد التي تطير العقول لفظاعتها، يقول من يؤيد المرتكِبين إن الأطفال القتلى كانوا سيكبرون ويصبحون كآبائهم. فلا أسف. ويتهددهم الطرف الآخر بتحين الفرصة قريباً لمثل ما ارتكب وأكثر. ويقسم الجميع. ومن المرجح أن يحدث. سلسلة لا نهاية لها، وتثبت الوقائع والتجارب في كل مكان بأنه لا طائل من ورائها، فلا هي تحسم أي موقف، ولا ترجح الكفة في أي صراع. ورغم ذلك...
ثم يثور النقاش حول حجم المجزرة الأخيرة: خمسون أم خمسمئة؟ وهذا يذكر بالنقاش التافه حول حجم إبادة اليهود على يد النازيين: بضع عشرات من آلالاف أم بضع ملايين؟ وهو نقاش مدان أخلاقياً، تماماً كما هي مدانة المزايدة أو المناقصة في مجازر سوريا. ليس هذا هو الموضوع...
ثم يستحضر كل طرف عدته. وفي بلادنا يحضر الله بقوة، كأنما له وكلاء وناطقون باسمه. ويحضر التاريخ، وكأنما لم تمر ألف وخمسمئة سنة. خزعبلات: هو صراع على الغلبة، على المغانم والسلطة، ويحتاج لتجييش. وهو أيضاً انفلات لأحط الغرائز، مما لدى البشر كلهم. وقد نفذ النازيون الإبادة بكل منهجية بعدما نظرّوا لها فكرياً، فهم أبناء بلد الفلسفة بامتياز. لم يكن لله دخل هناك. ورغم «أناقتهم»، فهل من أي فارق بين ما فعلوه وما قام به الهوتو بحق التوتسي في رواندا (تقول التقارير إن المجازر شملت المعتدلين من الهوتو، أي من أقارب القتلة، عقاباً لهم على اعتدالهم وعدم انسياقهم وراء الواجب!). في رواندا أيضا لم يكن لله دخل...


وسوم: العدد 43

للكاتب نفسه

لبنان مجدداً وغزة في القلب منه

... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...