ليس نكسة، حتى لو اضفنا «أل» التعريف تعظيماً. بل هو ضربة في الرأس، أكملت النكبة، وشكلت منعطفاً في المسار اللاحق لمجمل المنطقة، ما زلنا الى اليوم نعيش في ظل آثاره. توفي عبد الناصر كمداً، بعدما اكتشف النخران القاتل في البنيان الذي أراد به ليس فحسب مقاتلة إسرائيل، بل تحقيق أماني الأمة في التنمية المزدهرة والعدالة الاجتماعية. واكتشف أن كل كاريزما الأرض لا تحمي مطاراً مكشوفاً نتيجة الإهمال أو الخيانة. وأن الأمر يتطلب أكثر من حماسة
الجنود/ أبناء الفلاحين الذين كان قد قام بإصلاح زراعي من أجلهم، وأرسل أبناءهم وبناتهم إلى المدارس.
خرج عبد الناصر باكياً على الناس، وبكل احترام لهم ولنفسه، اعترف بالهزيمة، وبمسؤوليته. واستقال. فأعاد طوفان بشري تكليفه. راح يسعى ويقاتل في حرب الاستنزاف. ثم جاء «أيلول الأسود» ليتوج المشهد. فرحل الرجل بعد يوم واحد (والأدق بعد بضع ساعات) من جمعه أبو عمار والملك حسين في «مصالحة» مُرّة، إثر ذلك التقاتل الدموي. كان زمنه قد سبقه الى الرحيل.
لا تخطئ القناعة الشعبية حين تصر على اعتبار عبد الناصر مات اغتيالاً، تسميماً أو ما شابه، بغض النظر عن صحة الواقعة، فهذا ليس مهماً في السياق. ولا يجهل الناس أن النظام الذي بناه كان منطوياً على آفات، وعلى كثير من القصور، وكان فيه قدر عال من الاستبداد. إنما يتمسك الناس بالنوايا التي عبَّر عنها الرجل، وهي كانت وما تزال تصوغ نسغ أحلامهم، تلك المدفونة في أعماقهم، كبذرة حية... برغم حرب التشويهات ضدها: التيئيس، والسخرية، والتسخيف من جهة، والإفقار، مزيد من الإفقار، ومن القمع العاري، ومن السحق بكل أشكاله، من جهة أخرى. وتفاهة أكثر وخرافات، ونزوعات تفكيكية. بؤس عظيم، من المدهش أنه لم يُكَفِّر تماماً وبلا رجعة، الجميع. لم يكفرهم، إذ ظل الناس يأملون من كل ظاهرة تحمل بعض سمات ذلك الحلم.
ولأن مجتمعاتنا انتُهكت، فهي، وبينما تثور أو تقاوم، فإنما تفعل حاملة أيضاً بصمات هذا الانتهاك. ولكن، وعلى ذلك وبالرغم منه، يبقى قائماً الأمر الأساس: أين يقف واحدنا؟
إفتتاحية
ما الخامس من حزيران؟
ليس نكسة، حتى لو اضفنا «أل» التعريف تعظيماً. بل هو ضربة في الرأس، أكملت النكبة، وشكلت منعطفاً في المسار اللاحق لمجمل المنطقة، ما زلنا الى اليوم نعيش في ظل آثاره. توفي عبد الناصر كمداً، بعدما اكتشف النخران القاتل في البنيان الذي أراد به ليس فحسب مقاتلة إسرائيل، بل تحقيق أماني الأمة في التنمية المزدهرة والعدالة الاجتماعية. واكتشف أن كل كاريزما الأرض لا تحمي مطاراً مكشوفاً نتيجة
للكاتب نفسه
الوحش الكاسر... الوحوش!
نهلة الشهال 2024-09-26
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.
كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"
نهلة الشهال 2024-08-29
تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...
الكذب بوقاحة مضاعَفة إذ تَدّعي البراءة
نهلة الشهال 2024-08-08
يتصرف هؤلاء كما لو أن اختيار "السنوار" جاء من عدم، بل وكدليل على جنوح الحركة إلى التشدد، وإلى المنحى العسكري والقتالي، مع أن "حماس" نفسها قالت إنه ردّها على اغتيال...