كان يلزم حدث كهجوم «حركة الشباب المجاهدين» الصومالية على المجمع التجاري الفخم في العاصمة الكينية نيروبي هذا الاسبوع، ليعاد علك موضوعة العلاقات الممتازة بين اسرائيل وبلدان القارة السمراء، جنوب منطقة الساحل الصحراوية. هي علاقات مزدهرة، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا... وقد استعيدت بأحسن مما كانت بعد مرحلة قصيرة من قطيعة دبلوماسية (بالدرجة الاولى) إثر حرب 1973.
إسرائيل خبيرة في المياه وفي الزراعة وفي التكنولوجيا المتقدمة التي تبدأ بالهواتف النقالة ولا تنتهي عند الطاقة المتجددة. وهي خبيرة بالسلاح والأمن، عدا خبرتها في استخراج النفط والغاز، وفي المناجم، حيث تربط الاسطورة الشائعة بينها وبين الماس، وكأنهما مترادفان. فيا ليت ظلت الامور عند الماس! ويا ليتها ظلت عند أفريقيا السوداء. بل تقيم اسرائيل علاقات متنوعة مع الصين بدأت في الزراعة والري (مع الصين!) ولا تنتهي بالنفط، فيقال ان بكين المستهلكة بقوة للطاقة، حولت ميناء ايلات الى منصة عالمية لحركة ناقلات النفط. وقبل الصين كانت الهند.
وبشكل لا يقارن مع العملاقين، هناك مثال رمزي لتلك الحيوية الفائقة في التسلل: اليونان اللصيقة بمنطقتنا جغرافيا وثقافيا، وذات المزاج الراسخ المعادي لأميركا واسرائيل، لأسباب متعددة، ولكنها مؤكدة بالخبرة التاريخية. هذه اصبحت بسرعة، وإثر أزمتها الطاحنة، حارة خلفية تسرح فيها اسرائيل وتمرح.
تسلل؟ بل مثابرة على توفير الخدمة العقلانية للمصالح «المتبادلة» وفق المسؤولين الاسرائيليين الذين يتباهون بمعارف وخبرات شتى للبيع، يحتاجها الآخرون. وبعيداً عن الافكار التآمرية حول السيطرة على العالم وما شابه من خرافات، فهناك معطى يتعلق بتمكن هذا الكيان من التحول الى أكثر الظواهر عولمة: يورّد الخبراء والمعدات ويحصن نفسه بالمنافع المتبادلة، خاصة حيث النمو، في ما كان يسمى العالم الثالث. ولكن كيف يمكن ذلك لبضعة ملايين قليلة، ولسلطة تقوم على أرض مغتصبة لم يستسلم اصحابها رغم كل شيء؟ صحيح أن اسرائيل من دون ذلك مهددة وجودياً، فتفوقها العسكري لا يكفي لوحده، وهو ليس أبديا. لا يمنع أننا بالمقابل بتنا نصدّر «القاعدة» بالدرجة الاولى، مستمرين في الغي. فهل نستفيق؟ من أجلنا لا من أجل فلسطين.
إفتتاحية
إسرائيل وأفريقيا: إعادة اكتشاف؟
كان يلزم حدث كهجوم «حركة الشباب المجاهدين» الصومالية على المجمع التجاري الفخم في العاصمة الكينية نيروبي هذا الاسبوع، ليعاد علك موضوعة العلاقات الممتازة بين اسرائيل وبلدان القارة السمراء، جنوب منطقة الساحل الصحراوية. هي علاقات مزدهرة، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا... وقد استعيدت بأحسن مما كانت بعد مرحلة قصيرة من قطيعة دبلوماسية (بالدرجة الاولى) إثر حرب 1973. إسرائيل خبيرة في
للكاتب/ة
حوار مع نهلة الشهال: بوصلتنا الاستمرارية في «البحث وسط الخراب عما ليس خرابًا»
نهلة الشهال 2025-11-14
في الحوار مع «الفيصل» تكشف الشهال عن مسار طويل من الالتزام الفكري والسياسي، يمتد من تجربة اليسار الجديد في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إلى تأسيس منصة «السفير العربي» التي صارت...
صون شعاع الأمل المتجدِّد
نهلة الشهال 2025-11-06
هذا صراع عنيف وشرس، لم يتوقف يوماً، منذ فجر التاريخ وإلى اليوم. ينتصر الخير أحياناً، وينتكس في أحايين أخرى، وينهزم مرات. وحين ينتصر، يُصاب البشر بالنشوة، وحين ينهزم يهبطون إلى...
العبودية الجديدة
نهلة الشهال 2025-10-06
لم تولد بشكل مفاجئ هذه الحال، التي تعيشها البشرية اليوم في كافة الميادين، السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والفكرية. لم تولد مع الحرب الإبادية على غزة، الدائرة منذ عامين بوحشية نادرة....

