مضى على صدور «السفير العربي» عام. راهنّا في مطلع صدورنا على معادلة/ وظيفة تبرر وجودنا: أن نبحث وسط الخراب المحيط بنا، وأن نتعرّف على مَنْ وماذا ليس خراباً، وأن نلتقطه، فنعمل بذلك للإبقاء عليه ومنحه مكاناً، أقلّه على صفحاتنا، ونسعى لتقديمه للناس، عسى إدراكهم لوجوده يحمي آمالهم الدفينة، بل ويحفّزهم على استعادة الثقة بالنفس والقدرة على الفعل. وصادف أن عيد ميلاد السفير العربي الأول وقع في الأسبوع نفسه الذي خرج فيه الشعب المصري على سلطة متلاعبة وفاشلة، ظنت أنه يكفي ترداد اسم الجلالة في كل مناسبة، وبعض الآيات، واتخاذ أصحابها لهيئة الورع، وإطلاق الذقون وحمل المسابح، وتغليب السجال حول حجاب النساء... لتحوز قدسية لا تُخدش. وظنت أن ذلك يفوضها أن ترتكب ما تراه: من القمع والتنكيل وازدراء تنوع الآراء بما يفوق ما درجت عليه السلطة السابقة عليها، ومن التعهد لصندوق النقد الدولي بتحقيق ما عجز عنه حكم حسني مبارك، النهّاب، ولكن المجبر بالمقابل على مراعاة مصالح الحد الأدنى للناس، بسبب انكشافه. الجماعة اعتبروا أنهم يملكون شرعية ابتدائية، دينية، تغطيهم، وقد أضيفت إليها شرعية صناديق الاقتراع التي رتُبت بما تيسر من عجلة، بل فرْض. لم يمش الأمر. نجح الإخوان المسلمون في تنفير الناس، واستعدائهم. تطلب الفشل عاما واحداً، بمقابل 80 عاماً من التهيؤ للحظة.
لانتفاضة الشعب المصري المستمرة، والمتجددة بقوة هنا، تبعات. فهي هزّت الجبابرة من كل صنف: الشيخ القرضاوي، الأب الروحي للحالة، يعتدّ بأننا «أمة واحدة» ليقفز من ثمّ إلى الدعوة لـ«الطاعة الواجبة للحاكم». بلا طائل. والخارجية الإيرانية أصدرت بيانا مرتبكاً عن «المؤامرات الخارجية التي يجدر بالشعب المصري التنبه لها»، مرفقة ذلك بكلام عن شرعية مرسي الذي «انتخبه الشعب»... وأما رئيس الوزراء التركي، فقد استبدل المركز التجاري الذي يريد إقامته فوق جزء من منتزه غازي (وبخاصة «مركز اتاتورك الثقافي») بمتحف ومسجد. لم يلتقط الدرس! أم الدنيا تعلن أن «الأونطة» لا تجدي. لا في مصر ولا في سواها.
إفتتاحية
صدفتنا السعيدة
مضى على صدور «السفير العربي» عام. راهنّا في مطلع صدورنا على معادلة/ وظيفة تبرر وجودنا: أن نبحث وسط الخراب المحيط بنا، وأن نتعرّف على مَنْ وماذا ليس خراباً، وأن نلتقطه، فنعمل بذلك للإبقاء عليه ومنحه مكاناً، أقلّه على صفحاتنا، ونسعى لتقديمه للناس، عسى إدراكهم لوجوده يحمي آمالهم الدفينة، بل ويحفّزهم على استعادة الثقة بالنفس والقدرة على الفعل. وصادف أن عيد ميلاد السفير العربي
للكاتب نفسه
الوحش الكاسر... الوحوش!
نهلة الشهال 2024-09-26
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.
كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"
نهلة الشهال 2024-08-29
تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...
الكذب بوقاحة مضاعَفة إذ تَدّعي البراءة
نهلة الشهال 2024-08-08
يتصرف هؤلاء كما لو أن اختيار "السنوار" جاء من عدم، بل وكدليل على جنوح الحركة إلى التشدد، وإلى المنحى العسكري والقتالي، مع أن "حماس" نفسها قالت إنه ردّها على اغتيال...