لعل قصْد أبو مازن مما قاله في مقابلته للتلفزة الاسرائيلية مطلع الشهر الجاري، قد كان انتزاع حق الزيارة للاجئين الفلسطينيين إلى قراهم في الجليل وسواه. وهذا لطيف. فهو تمكن من زيارة صفد، رؤيتها، ويتمنى أن يتمكن كل فلسطيني من ذلك. يلقي نظرة ثم يعود أدراجه من حيث أتى. قال «من حقي أن أراها لا أن أعيش فيها». وتصادَف أن المقابلة جرت في ذكرى وعد بلفور، ولكن من يتذكر هذا التاريخ السحيق؟ اللئيم وحده يفعل. فلا صلة بين الأمرين. أبو مازن بصدد خطوة خطيرة، هي التقدم من الأمم المتحدة بطلب ترقية وضع فلسطين فيها إلى دولة غير عضو. وهو أراد في هذه المناسبة (لا تلك يا ألسنة السوء) توضيح الأشياء، وإعطاء ما لقيصر إلخ: الضفة وقطاع غزة وشرق القدس له، والباقي لإسرائيل «الآن والى الأبد». الأبد؟ من يتحكم بالأبد؟ هذا يكاد يكون كفراً.
إلا أن وصول عباس إلى الكفر لا يشفع له لدى نتنياهو. فالرجل يحقد عليه لأنه ينوي تقديم ذلك الطلب إلى الأمم المتحدة، وينعته بالكاذب، بينما يفضل ليبرمان نعت العاجز. وتل أبيب، مع واشنطن (بأوباما حالياً، فكيف برومني؟) تنويان فرض عقوبات عليه لو فعلها. هل تقدّرون حجم المخاطرة. كان لا بد من تهدئة الخواطر. فزاد عباس أنه لن تكون هناك انتفاضة ثالثة ما دام هو في السلطة. لم ينفع. تلقى تهاني بيريس وليفني وكتَّاب اليسار الصهيوني، وقد باتوا قلة. قالوا عنه إنه شجاع، وشريك لإسرائيل في السلام. انتهزوا الفرصة لإزاحة لب المشكل، فبدا وكأن المشكل كان في توفّر الشريك وليس في اسرائيل. حتى أنتم يا بروتوس.
كل ذلك لعبٌ في الوقت الضائع، لعله أفاد عباس إذ أعاد إليه الضوء لأيام، جعله يشعر بأنه مهم، وهناك من يتذكره. وهو حاول بعدها أن يقول إن موقفه ذاك «شخصي»، أي مزاج. من حق الرجل ألا يرغب بالعيش في صفد. ولكن ليس من حقه أن يقول إنه «ليس من حقه» العيش فيها. تلك هي المسألة.
إفتتاحية
الحق في الزيارة
لعل قصْد أبو مازن مما قاله في مقابلته للتلفزة الاسرائيلية مطلع الشهر الجاري، قد كان انتزاع حق الزيارة للاجئين الفلسطينيين إلى قراهم في الجليل وسواه. وهذا لطيف. فهو تمكن من زيارة صفد، رؤيتها، ويتمنى أن يتمكن كل فلسطيني من ذلك. يلقي نظرة ثم يعود أدراجه من حيث أتى. قال «من حقي أن أراها لا أن أعيش فيها». وتصادَف أن المقابلة جرت في ذكرى وعد بلفور، ولكن من يتذكر هذا التاريخ السحيق؟ اللئيم
للكاتب نفسه
لبنان مجدداً وغزة في القلب منه
نهلة الشهال 2024-11-29
... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...
الوحش الكاسر... الوحوش!
نهلة الشهال 2024-09-26
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.
كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"
نهلة الشهال 2024-08-29
تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...