درس أفغانستان؟

الأميركان يسعون للانسحاب «بأسرع ما يمكن» من أفغانستان. هذا ما طالب به أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين، ومن الذين اشتهروا بأنهم مساندون أشداء للحرب، في رسالة وجهوها قبل أيام للرئيس أوباما. ويشير آخر استطلاع أجراه معهد «بيو بول» أن 66 في المئة من الأميركان يعتقدون أن كلفة الحرب في أفغانستان تتجاوز فوائدها، فيما كانت تلك النسبة لا تبلغ الـ41 في المئة منذ خمسة أعوام. قال أعضاء
2012-12-19

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

الأميركان يسعون للانسحاب «بأسرع ما يمكن» من أفغانستان. هذا ما طالب به أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين، ومن الذين اشتهروا بأنهم مساندون أشداء للحرب، في رسالة وجهوها قبل أيام للرئيس أوباما. ويشير آخر استطلاع أجراه معهد «بيو بول» أن 66 في المئة من الأميركان يعتقدون أن كلفة الحرب في أفغانستان تتجاوز فوائدها، فيما كانت تلك النسبة لا تبلغ الـ41 في المئة منذ خمسة أعوام. قال أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم إلى أوباما: «لعله لا حل عسكرياً في أفغانستان». وهنا، حدث توافق بين الحزبين حول «الإستراتيجية الجديدة»... القائمة على سحب القوات البالغ عديدها 68 ألف جندي في أقل من عامين إذا أمكن. ويدور جدل حول جدوى الإبقاء على بضعة آلاف من الجنود للحفاظ على عمليات «مجابهة الإرهاب». وبالطبع ما زال هناك مجانين يقترحون الاستمرار في تلك الحرب، أو الحفاظ على نصف القوات، ولا يأبهون لحقائق من نوع أن ما لم يمكن إنجازه حتى الآن لن يتحقق بالتمديد، وأن طالبان ما زالت قوية، بل ان مجمل عدد القتلى من الجيش الأميركي في أفغانستان قد وصل إلى 2000 قتيل، سقط بحسب تقارير حديثة للبنتاغون 1200 منهم منذ مطلع العام 2010 حتى الآن، أي بعد انقضاء عشر سنوات من بدء الحرب، التي كلفت الخزانة الأميركية أكثر من 600 مليار دولار.
لهذه النتائج ولا شك أثر على تخطيط السياسة الأميركية في العالم. فواشنطن باتت أكثر تحفظا في الانسياق إلى حروب مباشرة، مكلفة وفاشلة. ولكنها تدفع إليها بحلفائها، المحليين والدوليين، أو بحلف الناتو، في منطق لا يمثل مراجعة جذرية للوجهة بأكملها، بل لتدابيرها وتقنياتها. وقد أشارت تقارير عسكرية إلى ولع أوباما بالطائرات من دون طيار، واعتماده ميزانيات هائلة لتطوير إنتاجها واستخدامها في أغراض عسكرية. لم تصل الاستنتاجات إذاً إلى مطابقة النتائج حقاً. ما يعني أن الإحجام عن حروب جديدة ينبع من عوائق تتعلق بالإمكانات، المالية والبشرية، وليس بالموقف المبدئي ولا بالعقل.
            
 

للكاتب نفسه

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...