لمن ننحاز؟

تقول الحكمة الشعبية، تعليقاً على التخبطات التي تلامس الهزل في مواقف السلطات الجديدة في مصر وفي تونس، أن الإخوان المسلمين في الأولى وحركة النهضة في الثانية «شايخين» لوصولهم الى الحكم بعد طول حرمان منه، أي أن رؤوسهم قد أصابها الدوار. ويقول عامة الناس الذين يحملون تلك الحكمة الشعبية أن الاخوان والنهضة تنطبق عليهم الآية «كل حزب بما لديهم فرحون»، من دون أن يعرفوا بالضرورة أن
2012-11-28

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

تقول الحكمة الشعبية، تعليقاً على التخبطات التي تلامس الهزل في مواقف السلطات الجديدة في مصر وفي تونس، أن الإخوان المسلمين في الأولى وحركة النهضة في الثانية «شايخين» لوصولهم الى الحكم بعد طول حرمان منه، أي أن رؤوسهم قد أصابها الدوار. ويقول عامة الناس الذين يحملون تلك الحكمة الشعبية أن الاخوان والنهضة تنطبق عليهم الآية «كل حزب بما لديهم فرحون»، من دون أن يعرفوا بالضرورة أن الجملة ليست إلا خاتمة آية عن الانقسامات والتشرذم والعصبوية، وعن الضلال. اخوان مصر يدعون لـ«مليونية» ثم يتراجعون عنها «حقناً لدماء المصريين»، فيصبح المطلوب شكرهم على إنسانيتهم، وعلى حس المسؤولية الرفيع الذي يبدونه، متناسين أن تظاهرتهم كان يُقصد بها استعراض القوة بمواجهة الاعتراضات على إعلان الرئيس مرسي الدستوري، الذي هو نفسه استعراض للقوة، أو شكل من تحدي المنسحبين من لجنة صياغة الدستور، أو محاولة استغفال لسائر القوى تسجيلاً لنقاط ومكاسب... وبكل الاحوال فهو تكتيك يدور حول ترسيخ وجوده على رأس السلطة. وفي تونس، تمارس النهضة التكتيكات نفسها، وفي مجالات مشابهة تتعلق بموعد الانتخابات العامة أو بمواد الدستور التي يجري نقاشها في الجمعية التأسيسية. أيُّهُم كل هذا عامة الناس، وهم ثاروا أصلاً من أجل «الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية». أي إحباط لهم يمثله ما يسمونه «التقاتل على السلطة»، بينما تبقى أوضاعهم المعيشية على درجة السوء نفسها التي كانت عليها قبل ثورتهم، أو أسوأ، بلا أي أفق معروض أمامهم للخروج من حالتهم البائسة. ثمة في هذا السياق خانة جرى القفز عنها منذ اللحظة الاولى، وهي تحديداً تعيين معنى واشتراطات المرحلة الانتقالية، وعنصرها الاساس هو بلورة توافق وطني على عقد اجتماعي جديد. العكس تماماً هو ما يجري: محاولات للاستئثار بالسلطة كغاية بنفسها، وصراع يدور حول هذه النقطة دون سواها. وأما المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الكبرى كافة، فيجري تجاهلها أو التخلص منها بالتي هي أحسن... أي بأسوأ الخيارات الممكنة.
            
 

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...