ما تعلمناه وما ننويه

نُصدر اليوم العدد الـ 25 من "السفير العربي"، أي نصف عام من هذا الملحق الأسبوعي. لا نريد الانزلاق إلى التقديمات العمومية والشروح التي تستعرض الحسنات والسيئات. فهذا تمرين مضجر تماماً وشكلي.لكننا تعلمنا ما يجدر عرضه وتقاسمه. وأهمه قاعدة تقول ان هناك من جهة المعطيات ومعها الأفكار التي تتعلق بها، وان هناك من جهة ثانية شيئا آخر تماماً، هو الكيفية التي يتم فيها فهم تلك المعطيات والأفكار. ويكاد
2012-12-26

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

نُصدر اليوم العدد الـ 25 من "السفير العربي"، أي نصف عام من هذا الملحق الأسبوعي. لا نريد الانزلاق إلى التقديمات العمومية والشروح التي تستعرض الحسنات والسيئات. فهذا تمرين مضجر تماماً وشكلي.
لكننا تعلمنا ما يجدر عرضه وتقاسمه. وأهمه قاعدة تقول ان هناك من جهة المعطيات ومعها الأفكار التي تتعلق بها، وان هناك من جهة ثانية شيئا آخر تماماً، هو الكيفية التي يتم فيها فهم تلك المعطيات والأفكار. ويكاد يكون الجانبان بلا صلة بينهما. لقد اكتشفنا قوة التأويل، ميكانيزمات استقبال وإعادة صياغة ما يقال ويعلن، و"ترجمته" بحسب الوعي السائد. هكذا "يفرح" بعض قرائنا حين نتناول الفقر أو الهدر في السعودية مثلاً، بينما ينهال علينا بعضهم الآخر بالشتائم، ولا سيما حين يكون الكاتب غير سعودي، أو أمرأة، أو حين يظهر من اسمه أنه شيعي. فكيف إذا كان ثلاثتهم معاً! ولا يكون النص يقصد الذم ولا التشهير، وهو لا يستدعي الفرح ولا الغضب... بل الدافع إليه كما إلى سواه هو المعرفة، ثم البحث عن وسائل لتجاوز العثرات أو الخراب، وللتطور والتقدم. وقد نخطئ وقد نصيب، وكلاهما نسبي على أية حال. ولكن النقاش الذي يدور لا يقع بتاتاً في هذا المضمار. وبالمقابل، تمر بلا تعليقات مقالات ـ ثمينة ـ عن بلدان أو مجتمعات لا تدخل في دائرة الإثارة الدارجة. "يضرب" كل مقال عن سوريا، وكل مقال يستقبله الوعي السائد وفق الانشطار المذهبي العمودي القائم. وهناك موضوعات الجنس بكل تعبيراته التي تبدو أهم من الزراعة والصناعة والتعليم. ويفاقم من هذه الحالة ديموقراطية النشر التي وفرتها شبكات التواصل الاجتماعي، وشيوع الانترنت. أي حالة من النقاش الفوري المفتوح لعامة الناس.
أما الأمر الثاني الذي طغى على تجربتنا في نصف العام المنقضي، فهو قلة الاستعداد للقراءة، لا سيما حين يتجاوز النص حجماً (صغيراً) معيناً. وهي حالة عبر لنا عنها من هم في عمر الشباب، لكنها تطال الأكبر سناً كذلك، وإن خجلوا من الاعتراف بها. اعتاد الشباب النصوص الهاتفية أو تويتر. اعتادوا الأفكار المهيكلة ببساطة وبطريقة تصويرية جذابة. اعتادوا سهولة معينة. يعجبهم الملحق، يرونه جميلاً ومثيراً للاهتمام... ولكن.
وإن كان الأمر الأول يتجاوزنا ويدخل في حقل دراسة اتنولوجيا الثقافة المعاصرة (!)، فيمكننا التأقلم ولو نسبياً مع الثاني. نلتقي بعد نصف عام.
            
 

للكاتب نفسه

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...