الشعب الذي قيل أن الفرد منه يحتاج إلى رغيفي خبز في اليوم (ليبقى على قيد الحياة؟)، فإن أصبحوا ثلاثة فهذا عظيم، لا يبدو عليه أنه مقتنع بهذه المعادلة. الشعب الذي قيل عنه أنه معتاد على تأليه ملوكه وزعمائه، وعلى الطاعة والخوف، لا يبدو عليه انه ينوي الحفاظ على صيته ذاك. لعل تلك المفارقات، أو المفاجآت، هي ما واجه المسلك السياسي للإخوان المسلمين خلال الفترة الماضية، منذ وصلوا إلى السلطة، وراح همهم يتجه نحو تمكينها بين أيديهم. واجه الإخوان وصدمهم، ففقدوا أدوات السيطرة على الموقف وراحوا يتخبطون. فهم كحركة عريقة كانوا يظنون أنهم «يعرفون» الناس، وأن مزيجاً من الكلام الحلو، الشعبوي والمتدين، ومن الإجراءات المتنوعة، ستمكّنهم من سوقهم. وهو ما صح في بداية المسار. وعلى أية حال، فلم يكن هناك سوى الإخوان قوة منظمة، أو الجيش، لأن النظام القديم كان قد أنجز تفسخه على مدى السنوات القليلة التي سبقت الثورة.
خبر الناس الجيش، ثم الإخوان، ولم ينجح أي منهما، وتمرد عليهما القوم تباعاً. ومن المدهش كيف تكثفت هذه الخبرة ، فاجتيزت بوقت قليل إلى هذا الحد. ولعل ذلك هو تحديداً مصدر الأزمة الطاحنة الراهنة. فمن الصعب أن يقتنع المصريون بأن السيدين موسى والبرادعي، ومعهما زعيم الوفد، هم منتهى آمالهم. ولا يمكن أن يكون المخرج هو شخص، حتى لو كان السيد صباحي، رابعهم في «جبهة الإنقاذ» العتيدة، التي تبدو كمن استهلك أوراقه في ما يبدو «صراعاً على السلطة» مع الإخوان. ومن الصعب أن تكفيهم حركات صبيانية لبضعة شبان يضعون أقنعة سوداء على وجوههم، ويحطمون كل شيء.
المؤكد أن حركة التمرد الشعبي أكبر بكثير من الأطر المطروحة عليها أو أمامها. وهذا ليس مأزق الإخوان فحسب، وقبله الجيش. بل هو يثير مشكلة البدائل المطروحة. ولا يحل الأمر باختيار من يمكنه أن «يدير» الموقف أفضل من سواه. هي إذاً أزمة ثورية بكل ما للكلمة من معنى.
إفتتاحية
مصر: أزمة ثورية
الشعب الذي قيل أن الفرد منه يحتاج إلى رغيفي خبز في اليوم (ليبقى على قيد الحياة؟)، فإن أصبحوا ثلاثة فهذا عظيم، لا يبدو عليه أنه مقتنع بهذه المعادلة. الشعب الذي قيل عنه أنه معتاد على تأليه ملوكه وزعمائه، وعلى الطاعة والخوف، لا يبدو عليه انه ينوي الحفاظ على صيته ذاك. لعل تلك المفارقات، أو المفاجآت، هي ما واجه المسلك السياسي للإخوان المسلمين خلال الفترة الماضية، منذ وصلوا إلى السلطة، وراح همهم
للكاتب نفسه
لبنان مجدداً وغزة في القلب منه
نهلة الشهال 2024-11-29
... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...
الوحش الكاسر... الوحوش!
نهلة الشهال 2024-09-26
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.
كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"
نهلة الشهال 2024-08-29
تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...