أساسيات

تدفع السجالات الجارية، إن لم تكن الاستقطابات القائمة، إلى الالتزام بالتعاطي معها بوصفها هي الحياة السياسية. ماذا سيجري في سوريا؟ هل تنهار مصر؟ ما الذي ينتظر العراق؟ هذا، ناهيك بمشروع قانون الانتخابات "الارثوذكسي" في لبنان! ماذا لو كانت المواضيع الهامة لا تقتصر على هذه، بل توجد أيضاً في أمكنة أخرى؟ وهي أمكنة قد يمكن التخطيط للفعل فيها أكثر بكثير من الأولى، وتخص حقوق الناس الاجتماعية
2013-02-20

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

تدفع السجالات الجارية، إن لم تكن الاستقطابات القائمة، إلى الالتزام بالتعاطي معها بوصفها هي الحياة السياسية. ماذا سيجري في سوريا؟ هل تنهار مصر؟ ما الذي ينتظر العراق؟ هذا، ناهيك بمشروع قانون الانتخابات "الارثوذكسي" في لبنان! ماذا لو كانت المواضيع الهامة لا تقتصر على هذه، بل توجد أيضاً في أمكنة أخرى؟ وهي أمكنة قد يمكن التخطيط للفعل فيها أكثر بكثير من الأولى، وتخص حقوق الناس الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والسياسية والثقافية والشخصية... هل يعني ذلك تثبيت انشطار الحياة ما بين سياسي صرف، ومتعال، و"معيشي" يزحف على الأرض؟ يُشيع الوعي السائد انه لا بد من حسم الأمور الكبيرة، المصائر العامة، لتستقيم من ثمَّ سائر الأحوال. مثال أفريقيا الجنوبية هو الأشد وضوحاً لجهة خطأ هذا الموقف، أو التوقع. فالثورة التي جرت هناك تمكنت من إنهاء سلطة البيض المستندة إلى أساس كولونيالي، ومن تصفية نظام التمييز العنصري. وما زال مانديلا حياً يشهد على عظمة المنجز. لا يمنع انه مذَّاك، تقع إضرابات عمالية في أفريقيا الجنوبية، أعنفها ما جرى في آب/أغسطس الماضي، حين ردت الشرطة بقتل عشرات عمال المناجم البؤساء. ومنذ مطلع العام الحالي، تنتشر كالنار في الهشيم الإضرابات في القطاع الزراعي، المشغِّل الأكبر لقوة العمل في البلاد، والذي بقي جزء كبير منه بيد مستثمرين بيض... ألا أن بياض بشرة هؤلاء ليس هو المشكل فعلاً. فحكومات المؤتمر الوطني الأفريقي لم تنفذ وعود الإصلاح التي أغدقتها، بما فيها توزيع الأراضي على الفلاحين. هل يعني ذلك انه لا جدوى لما أنجزته أفريقيا الجنوبية؟ قطعاً لا. هل يعني أن الجنة تحققت؟ كبعد الأرض عن السماء. هل هي مراحل متعاقبة، ننجز واحدة ونلتفت للأخرى، على أساس "كل شيء في أوانه"؟ لم تكن كذلك في المثال المختار، بل كانت المستويات والمجالات متداخلة، ولا تزال. وينطبق الأمر على منطقتنا، فهو "قانون" عام، أو قل إن المثال يفرض نفسه للاستلهام والقياس عليه، وتأويله محلياً والتقاط علامات وإرهاصات التشابك، فـ"الواقع" هو هكذا.
            
 

للكاتب نفسه

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...