التمرين الذي جرى منذ أيام، في مؤتمر «حزب العدالة والتنمية» التركي، مثير للعجب. صحيح أننا، في معظم المنطقة، أحفاد السلطنة العثمانية، ولكن مياها كثيرة جرت مذاك. من حق رئيس الوزراء التركي، السيد أردوغان، أن يكون منتشياً بنفسه، وأن يحلم بآفاق عظيمة له ولبلاده. ولكننا في منطقة عرفت على الدوام إمبراطوريتين كبيرتين تحيطان بها، ثانيتهما، الفارسية، أعرق وأقدم واكثر اتساقاً ذاتياً من الاولى التي نشهد اليوم استعادتها كأيديولوجية حاكمة. ثم والأهم، فقد كانت بينهما امبراطورية ثالثة، عربية. فلما لا يحق للعرب الاحتفاء بعروبتهم فيما رجب طيب أردوغان يستعيد السلاجقة؟
وكيف يصرف الرئيس المصري، الذي كان حاضراً ومشاركاً في ذلك المؤتمر، فرحته التي كادت تتفوق على فرحة مضيفه، بينما «امبراطوريته» لا ترِد حتى في خياله السياسي، وهو يستجدي القروض فينالها، ثم يتكلم أمام حلفائه الاتراك عن سوريا، أخت مصر في العروبة، وثاني أجنحة «الجمهورية العربية المتحدة». أليس الأخ قبل ابن العم في عرف «الشرقية» التي فاخر بها في خطاب توليه الرئاسة، كما فاخر بعشيرته التي تتحدر من تلك البقعة من بلاده. وكيف يصرف السيد مشعل هو الآخر، زعيم «حماس»، مبايعته لأردوغان (خليفة؟)، متناسياً صلات انقرة غير المنقطعة بتل أبيب، ووجود علاقات عسكرية وتكنولوجية بينهما، وهذا في أقل تقدير، وبعيدا عن التقييمات السياسية العامة للأدوار، وعن الخزعبلات المرتبطة بالسفينة مرمرة. شيء من الثقل يا قوم، فلا مانع من الاحتفاء بتركيا قوية. ولكن الاستقواء بها يطرح سؤالاً ساذجاً: على منْ؟ وهل بعد ذلك يُلام من يستقوي بإيران، فلماذا هذا مشروعٌ وذاك ملعون؟ ثم، وأهم من هذه الاعتبارات المنطقية، فهذا الموقف يندرج في الوعي العام ممارسة طائفية لا تفعل غير تسعير الاستقطاب القاتل القائم في المنطقة.
إفتتاحية
منطـق سـليم
التمرين الذي جرى منذ أيام، في مؤتمر «حزب العدالة والتنمية» التركي، مثير للعجب. صحيح أننا، في معظم المنطقة، أحفاد السلطنة العثمانية، ولكن مياها كثيرة جرت مذاك. من حق رئيس الوزراء التركي، السيد أردوغان، أن يكون منتشياً بنفسه، وأن يحلم بآفاق عظيمة له ولبلاده. ولكننا في منطقة عرفت على الدوام إمبراطوريتين كبيرتين تحيطان بها، ثانيتهما، الفارسية، أعرق وأقدم واكثر اتساقاً ذاتياً من الاولى
للكاتب نفسه
القطيعة
نهلة الشهال 2023-12-07
كيف يحدث هذا الانتكاس الى ما يشبه ما وقع قبل خمسة قرون؟ الى بربرية لا مثيل لها مذاك بهذه الطريقة الممنهجة، على الرغم من وقوع حروب وفظائع واضطهادات مرعبة باسم...
بعض ما لا بد من قوله
نهلة الشهال 2023-11-09
هذا نص قد يبدو "متشابكاً" فهو يجمع مواقف تتناول عدة مستويات من الواقع، ولكن التقاط الصلة بينها ضروري لفهم المشهد، على الرغم مما يحمله هذا السعي من تناقضات وتردد وشكوك...
ما عدد الضحايا الذي يشفي غليلكم؟
نهلة الشهال 2023-10-26
إسرائيل عاجزة عن تنفيذ الجريمة كما ينبغي، على الرغم من إجازة القتل بلا حدود الممنوحة لها من قبل أمريكا ودول الغرب الاستعماري، والتغطية بالمال والسلاح والبروباغندا (الفاشلة) ونصائح الخبراء -...