أناس لا يعتبرون!

تتمدد فوق يوميات العدوان الإسرائيلي على لبنان، صيف 2006، أخبار جيفري فيلتمان، سفير واشنطن في بيروت حينذاك. لا يمر يوم دون أن يلتقي الديبلوماسي النشط بالمسؤولين، والسياسيين، ثم بالإعلاميين. وعلى ذلك، يجد متسعاً من الوقت للاجتماعيات، رغم أن لبنان كان يُقصف من ألفه إلى يائه، ولكن السيد الأميركي لم يكن بالطبع معرّضاً للخطر. فيلتمان أصبح منذ بضعة أيام مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون
2012-08-01

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

تتمدد فوق يوميات العدوان الإسرائيلي على لبنان، صيف 2006، أخبار جيفري فيلتمان، سفير واشنطن في بيروت حينذاك. لا يمر يوم دون أن يلتقي الديبلوماسي النشط بالمسؤولين، والسياسيين، ثم بالإعلاميين. وعلى ذلك، يجد متسعاً من الوقت للاجتماعيات، رغم أن لبنان كان يُقصف من ألفه إلى يائه، ولكن السيد الأميركي لم يكن بالطبع معرّضاً للخطر. فيلتمان أصبح منذ بضعة أيام مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية. وهو سيساعده بالتأكيد في مجال اختصاصه الأثير: لبنان، وسوريا وإيران. وتعيينه في المنصب الجديد ليس ترفيعاً له فحسب، بل مؤشر على الدور الذي ستضطلع به المنظمة الدولية للتستر على العجز الأميركي عن التدخل الحربي «حيث ينبغي»، على الأقل في الوقت الراهن. ديبلوماسية فيلتمان خابت أثناء العدوان الإسرائيلي في ذلك الصيف، ولم ينهَر حزب الله الذي كان يقود المقاومة، ولم يهرول لطلب النجاة، بل سُطِّرت واحدة من أنصع الصفحات في تاريخ المنطقة. ثم خابت ديبلوماسيته مجدداً حين نصح صديقه فؤاد السنيورة، بالإقدام على «قص أجنحة» حزب الله، عبر قرارات الحكومة الخرقاء ذات أيار/مايو 2008. ورغم ذلك، اختاره بان كي مون! وفي شأن يبدو غير ذي صلة، رحبت بعثة صندوق النقد الدولي التي زارت الخرطوم منذ أيام، بالإجراءات التقشفية للحكومة السودانية، ومن بينها تقليص دعم الوقود والمواد الغذائية، وعلى رأسها السكر وخفض قيمة العملة. ولأن قصر الذاكرة يتيح للطغاة الاستمرار، فقد نُسي أن صندوق النقد قام بنقد ذاتي قاس عام 2008، مع انفجار أزمة النظام الاقتصادي العالمي، ثم جدد نقده لنفسه مع الثورات العربية، قائلا إنه أخطأ في دفع البلدان الفقيرة إلى تبني الخصخصة وإعادة الهيكلة وبرامج التقشف، لأن نتائجها كارثية. لم يتطرق الصندوق إلى الميزانية الهائلة للجيش والأمن السودانيين، وكأنها مستلزمات بديهية أو مقدسة، بينما نصف السودانيين يتضورون جوعاً.
هل ترون الصلة بين فيلتمان الجديد/القديم وصندوق النقد الدولي...الخَرِف؟
 

للكاتب نفسه

لبنان مجدداً وغزة في القلب منه

... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...