"مزحات" إسرائيلية بالجملة

حتى شاؤول موفاز، الذي لم تعرف عنه الوداعة، لا يوافق نتنياهو وإيهود باراك على شن حرب على إيران. خرج منذ يومين، بعد جنرالات الجيش والمخابرات جميعهم بلا استثناء، وبعد ليبرمان الذي بنى شهرته على شراسته، يقول بأن نتنياهو "يشكل خطراً على إسرائيل"! ليس السلام دافع المسؤولين الإسرائيليين المناهضين لحرب ضد إيران، بل هي الخشية من كلفتها الباهظة، أو المدمرة. فالتقديرات الإسرائيلية حول مدتها، المبنية على
2012-08-22

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

حتى شاؤول موفاز، الذي لم تعرف عنه الوداعة، لا يوافق نتنياهو وإيهود باراك على شن حرب على إيران. خرج منذ يومين، بعد جنرالات الجيش والمخابرات جميعهم بلا استثناء، وبعد ليبرمان الذي بنى شهرته على شراسته، يقول بأن نتنياهو "يشكل خطراً على إسرائيل"! ليس السلام دافع المسؤولين الإسرائيليين المناهضين لحرب ضد إيران، بل هي الخشية من كلفتها الباهظة، أو المدمرة. فالتقديرات الإسرائيلية حول مدتها، المبنية على مقاس العدوان على لبنان في 2006، جعلتها لا تتجاوز شهراً، وهذه مزحة أولى... لأنها ستكون حرباً شاملة. كما بُنيت معارضتها على النتائج المتوقعة منها، والتي تُنعت بـ"المحدودة" (يعني ما "بتحرز")، والمقصود أنها ستؤخر فحسب البرنامج النووي الإيراني، وكأن إيران مكشوفة لهم، تتلقى وتتأخر- وهذه مزحة ثانية- وترد أيضاً، كسبب لمعارضتها إسرائيليا، الخشية من اتساع الشقة بين تل أبيب وواشنطن، التي تناهض العمل العسكري الإسرائيلي. وهذه مزحة ثالثة، لأنه لو وقعت مثل هذه الحرب، فليس انتظام العلاقات الدبلوماسية ورونقها ما سيتأثر بل تعريف السياسة في المنطقة برمتها، والعالم. ولذلك كله فلن تقع هذه الحرب رغم التهويل بها، سيما وأن نتنياهو لا يملك السلطة لشنها. وهذه مزحة رابعة، فعلام يمارس الرجل هذا الضجيج إن كانت الآليات بعيدة عن السماح له بفعل ما يقول. وهناك مزحة خامسة (على الأقل) تتعلق بـ"القبة الحديدية" التي يبنيها الإسرائيليون لحماية مدنهم. وهذه بطاريات صواريخ من المرجح أنها توضع للطمأنة النفسية للناس، لأن حرباً مثل تلك تتجاوز الأنظمة التي يستمتع الخبراء بنقاش تفاصيلها.
حسناً، إسرائيل كيان مصطنع وتافه وهستيري. ولكن ما بال بعض الأنظمة العربية يقيمون صلوات الاستسقاء الحربي، بزعم رغبتهم الشديدة بالتخلص من "العدو الايراني". هل حسبوا حساباتهم حقاً؟

للكاتب نفسه

لبنان مجدداً وغزة في القلب منه

... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...