بنغازيّة.. والجمر الحامي

نجتمع في ‫‏بنغازي،‬ ولكلّ مدينة في وطني نكهة ومذاق أعتزّ باكتشافها.
تجوّلت في كل مدن ليبيا، وتعرّفت على الأصدقاء والشوارع والعادات واللهجات والمناسبات. أعتز بأن جذوري من الشرق (...) تربّيت في بيت جدي وهو من الوجوه البنغازية المعروفة، يملك محلاً وسط سوق الحوت، كان يقصده رجال في سماتهم الوقار من المرج والبيضاء وأجدابيا وطبرق والجغبوب ومصراته.. وماننسش اوجله وجالو وعرب الكفرة. وفي الوقت الذي لم يكن أحد يعرف من هم "التبو"، كان عند جدّي صديق "تباوي". وفي حياتي لم أسمعهم لمرة يحكون أو يذكرون هذا من أين؟ وأنت من؟ ومن أي قبيلة؟ اتجاهك ودينك؟
لقد أحببت خوخ المرج والعنب من العويليه والتمر من أوجله والجغبوب، وزيت الزيتون من مصراته ومن غريان البرتقال.. ونشرب في طرابلس الروزاتة، وكل زيارة نأخذ قطعة فضة من المدينة القديمة... وأرشّ السكر على جبل نافوسة ظهيرة الجمعة، وأردّد أمنياتي. قلت لهم ان من عاشوا ونحتوا هذه الكهوف، وحافظوا على أرضهم وتربتهم هم كلّ البركة. ليبيا خليط، وبنغازي خليط من الكلّ، وأي ذمّ لها هو ذمّ للمدن الأخرى. فلنفتح قلوبنا ونتسامح، فالكره والحقد غيّبا طعم الفرح والأمان.
‫أنا بنغازيّة وأحبّ بلادي بعثراتها ومرارها وقهرها وضيّها الطافي وصباياها الحانطات الشجاعات ورجالتها وشبابها العصبييّن الماشين اليوم على الجمر الحامي.

من صفحة ahlam noor على فايسبوك