"إلى أين يتجه الوضع في سوريا؟"، "ما عقبات انتقال دول الخليج العربية لنظام حكم ديموقراطي"، "ما أبرز التحديات أمام بناء نظم حكم ديموقراطية في الدول العربية؟"...
هذه عيّنة من أسئلة استطلاعات الرأي الأخيرة التي يجريها موقع "الجماعة العربية للديموقراطية". الذي يحمل شعاره خريطة العالم العربي، كرمز لشمول المنطقة بأنشطته وفي التعريف كما اختاره المشرفون عليه، يمثّل الموقع "ركناً من أركان المرحلة الثانية من جهود تعزيز المساعي الديموقراطية في الدول العربية. فالمرحلة الأولى من هذه الجهود تشرف على تحقيق أهدافها الاستطلاعية من خلال مشروع دراسات الديموقراطية في البلدان العربية، المشروع الذي بدأ في العام 1991 متّخذاً من أكسفورد مقرّاً له".
غرض الموقع المُعلن هو توسيع دائرة التواصل بين الباحثين والمهتمين والمعنيين بالديموقراطية في البلاد العربية، من الناحيتين الجغرافية والفكرية، ومن ناحية تواصل الأجيال.
تبويبه يعكس كثافة المادة المتوفرة فيه. القسم المخصص للندوات واللقاءات يحمل الكثير من الروابط المؤدية إلى فيديوهات تسجيلية لمحاضرات. آخرها كان لمناقشة كتاب "أزمة العقل المسلم" لفهمي جدعان.
وينوي الموقع إتاحة النشر الالكتروني لمن يرغب من الباحثين ، في شكل كتب وبحوث ودوريات... ولهذا الغرض يقوم بتقديم سلسلة من النصوص لتعليم تقنيات استخدام اللغة العربية واستخدام علامات الترقيم... ولكنه، إلى حينه، يقوم بنشر كل الأوراق والتعقيبات والمداخلات التي تُقدّم خلال اللقاءات السنوية لمشروع دراسات الديموقراطية منذ نشأته في العام 1991.
ومن بين هذه البحوث دراسة أعدّتها الباحثة المصرية مروة نظير عن "المحاكمات العسكرية للمدنيين، مصر نموذجاً". وتقول نظير في دراستها "إحالة المدنيين للقضاء العسكري يعدّ انتهاكاً واضحاً لاستقلال السلطة القضائية، بحيث يشكل الأمر تهديداً لمبدأ الفصل بين السلطات...".
ويوفر الموقع، في خانة تحت اسم "مؤشرات الديموقراطية"، روابط للمؤشرات الدولية ذات الصلة بالديموقراطية والمفاهيم المتصلة بها مثل: مؤشر السلم العالمي 2013، ودليل مؤسسة محمد إبراهيم للحوكمة في أفريقيا 2006، موسوعة الانتخابات 1998...
أمّا في "نوافذ الباحثين" فتمكين للقارئ من الاطلاع المباشر على عمل كل باحث وسيرته الذاتية والموقع الذي يحوي أبحاثه ودراساته إن وُجد. آخر لقاءات الجماعة كانت في جامعة أكسفورد في 31 آب/أغسطس 2013، وذلك في أعمال اللقاء الحادي والعشرين لمشروع دراسات الديموقراطية في البلدان العربية، صدر خلاله كتاب "الديموقراطية المتعثرة"، الذي قدّم له منسّق الموقع الدكتور علي خليفة الكواري، معتبراً إيّاه "محصلة التحركات العربية الراهنة من أجل الديموقراطية"، ومشيراً إلى أن "الديموقراطية ستكون متعثرة في العالم العربي، وسوف يستمر تعثرها بل غيابها، وربما عودة واستقرار حكم الاستبداد والفساد حتى تعي التيارات والقوى التي تنشد التغيير السلمي ضرورة إدراك الديموقراطية باعتبارها نظاماً ومنهجاً عقلانياً منضبطاً لاتخاذ القرارات وليست مجرد آلية لأية عقيدة...".
موقع الجماعة العربية للديموقراطية غني. الغوص فيه للقراءة ومتابعة باحثيه، يوفر فهم الكثير من تفاصيل خريطة الديموقراطية في العالم العربي.