صراع في ليبيا.. قبل السلاح

يشتدّ الصراع بين أبناء القبائل والمدن الليبية. ربما تغيّر المكان والزمان، إلا أن المنافسة شديدة، تتخذ بُعداً آخر. ساحة المعركة مكشوفة لا مكان فيها للاختباء أو الهرب. لا مجال لاتباع أساليب قذرة كما هي الحرب اليوم. الخصوم، إن صحّ التعبير، هم وجهاً لوجه، من دون أقنعة ولا أسماء مستعارة. وللمفارقة فإن المراقبين أكثر عدداً من المتنافسين! يبدأ التحضير لخوض التجربة عبر دعوة الفرق من مختلف
2014-12-10

شارك

يشتدّ الصراع بين أبناء القبائل والمدن الليبية. ربما تغيّر المكان والزمان، إلا أن المنافسة شديدة، تتخذ بُعداً آخر. ساحة المعركة مكشوفة لا مكان فيها للاختباء أو الهرب. لا مجال لاتباع أساليب قذرة كما هي الحرب اليوم. الخصوم، إن صحّ التعبير، هم وجهاً لوجه، من دون أقنعة ولا أسماء مستعارة. وللمفارقة فإن المراقبين أكثر عدداً من المتنافسين!
يبدأ التحضير لخوض التجربة عبر دعوة الفرق من مختلف المناطق والمدن، وعندها يُخطَر القائد الميداني لتلك المنطقة أو القبيلة. يتجهز الكلّ ويشتد الاهتمام بالسلاح. يتدارس الجنود قدرات القوات المشاركة وإمكانياتها وعتادها. يُسند أمر اكتشاف ودراسة موقع المواجهة لمجموعة تعرف تماماً ما يلزم لطبيعة المكان، سواء اتساعه أو طبيعته وتضاريسه.
إنه صراع يُشترط فيه استعمال سلاح واحد. والسلاح الوحيد الذي يمكن استخدامه هو الخيل. ويبدأ التنافس بأسبقية لمن تجهّز أوّلاً.
يدخل القائد الميداني يتبعه أعضاء الفريق، ويتجه إلى المنصة الرئيسية. يقف أمامها بكامل قوته، فتصدح في هذه الأثناء مكبرات الصوت التي تُعرّف بالفريق والمكان الذي جاؤوا منه. يحدث أن تُشارك مُدن وقبائل وأحياناً عائلات بأكثر من فريق، ومن ثم يأخذون الإذن بعرض قوتهم.
ينطلق الركب في هدوء وسكينة. خطوة خطوة إلى بداية الميدان (الملهاد).

من مدونة "ليبيا والملاذ الأخير"