''نجد صعوبة في التعرف عليك''
رسم الكاريكاتوريست الشهير "بلانتو" منشور على الصفحة الأولى من جريدة لوموند الفرنسية المؤرخ في 28 تشرين الأول/ أكتوبر. وهو يُظهِر فرنسيين مهندمين يرمزان الى مسؤولين، احدهما يضع الوشاح مما يعني انه منتخَب، وفي الحالة هذه، فهو يمثل نائباً في البرلمان الفرنسي.. الذي أقرّ مشروع قرار مقدم أمامه للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ومع المشروع بدأت تطفو الأصوات المؤيدة أو المعارضة له، في المؤسسات السياسية وفي الإعلام، بما فيها تلك التي تزن الأمر من منطلق الفعالية والنتائج وليس من منطلق المبادئ أو القيم الشاملة. وفرنسا في ذلك تتبع اتجاها عالميا تمثَّل في اعتراف البرلمان البريطاني بتلك "الدولة" وكذلك السويد، الخ.. ووجود نية لتقديم طلب من السلطة الفلسطينية أو من الجامعة العربية بتبني هذا الاعتراف في الأمم المتحدة. وهو اليوم الاتجاه التعويضي الذي يحاول إنعاش العملية السلمية وفكرة حل الدولتين بعدما انكشف انهيارها لاستحالتها موضوعياً، وأيضاً بسبب التخلي شبه الرسمي ـ ليس نصاً وإنما بالقول والممارسة ـ لإسرائيل عنها.
الرجلان في الرسم يحملان باقة بسيطة من الزهور. ولكن تفاصيل المشهد مهمة. ففي طرف منه تستمر مشاريع توسعة الاستيطان ويرفرف علم إسرائيل فوق البيوت المميَّزة للمستوطنين بقرميدها الأحمر (أنظر النص أعلاه عن العمارة الاستعمارية). وأما العلم الفلسطيني فحاضر في قبضة يد مقطوعة ومدفونة في التراب، ترفعه مع شارة النصر. كما هي حال الذراع الثانية التي انسلخت عن الجسد وبانت عظامها: الفلسطيني الذي يضع الكوفية مقطع إرباً ولكنه ليس "مسكينا"، بل هو مقاوم. والمشكلة ليست في الاعتراف بالدولة وإنما بالتدمير الذي يقع على الفلسطينيين.