«صديقي حمزة. لقد مرّ عام على نشر رسالتي الأولى إليك. لم أتصور أن تخبو كل التفاصيل وتستمر الحياة. في الحقيقة، كنت أتصور هذا لكني أقصد أنني مذنب بطريقة ما...
أتساءل دوماً في سجنك الطويل هذا ماذا تفعل؟ هل يا ترى تحصي النمل التي تغدو وتروح؟ أم تكتب على الجدار ما لا تحب أن تنساه حينما تخرج؟ وكم ستظل في هذه الحال حتى تمل؟ هل يا ترى تعرف الملل كما نعرفه نحن؟ في الحقيقة هذه تعتبر أسئلة تافهة أشغل بها نفسي عن السؤال الذي أخاف أن أواجهه:
هل نحن مذنبون حين ننساك؟
أقول نحن لأغمر نفسي وسط الجماعة فيكون نصيبي من الذنب أقل، لا أريد أن أنصب نفسي ضد نفسي. نتشاغل عن المواجهة بالدخول في تفاصيل الحياة. وبطرح الأسئلة التي لا تكشف لنا بغتة حجم الدمار الذي نعيش فيه. الدمار الذي يتمثل في أن نكتب فيه عنك بضعة أحرف ثم ننسى. نكتب بضعة أحرف في الحقيقة لكي ننسى وننغمس مرة أخرى. نريد أن نقتل هذا الضمير الذي لا يريد أن ينام».
÷ حمزة كاشغري شاعر وكاتب سعودي سبق أن كتب في جريدة البلاد، أثار ضجة بعد اتهامه بالإساءة للرسول محمد بثلاث رسائل قصيرة على موقع تويتر
من مدونة «سَمْ وَن» السعودية (28 حزيران /يونيو 2013)