إعداد وتحرير: صباح جلّول
أكثر من مئتي متظاهر من مجموعة "أصوات يهودية للسلام" وحلفاء مناصرين لفلسطين ومناهضين للإبادة الإسرائيلية-الأميركية، ألقي القبض عليهم قرب "وول ستريت" في مدينة نيويورك، من أمام سوق البورصة الأهم والأشهر في العالم، يوم الاثنين في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، بعد أن عرقلوا افتتاح السوق وحاولوا إغلاقه، مطالبين بإنهاء أي دعمٍ أميركي للحرب الإسرائيلية على غزّة وعلى لبنان.
حسب الناشطين، شارك أكثر من 500 شخص في هذه الاحتجاجات، من بينهم عدة فنانات ومخرجات بالإضافة للمصورة الفوتوغرافية الشهيرة، والناشِطة سياسياً، "نان غولدِن"، التي ألقت الشرطة القبض عليها في مكان الاحتجاج أيضاً. وتمكن قسم من المتظاهرين من اجتياز الحاجز الأمني للشرطة والاعتصام أمام مبنى البورصة الرئيسي، دون أن يتمكنوا من دخول المبنى نفسه، مرددين شعارات "أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية" و"دعوا غزّة تعيش".
قالت مجموعة "أصوات يهودية للسلام" أن هذا الاحتجاج هو "أضخم حدث فِعل مدني أمام البورصة العالمية في التاريخ"، أمّا لماذا كانت البورصة هي الوِجهة، فلأن المكان هو "مركز الرأسمال العالمي"، بحسب المجموعة التي ترى أن الأرباح تحرِّك هذه الإبادة، وتتهم بالتالي مقاولي ومصنعي الأسلحة الأميركيين بالسعي لاستمرار العنف الوحشي في غزة، كما بتوسيع الحرب لتشمل لبنان.
لبس المحتجون جميعاً قمصانا حمراء كٌتب عليها "أوقفوا تسليح إسرائيل" و"ليس باسمنا".
"بينما كنا نصل إلى مكان الاحتجاج، علمنا بخبر قصف خيم النازحين أمام مستشفى الأقصى وإحراق أكثر من 30 خيمة بمن فيها في غزة، بينما بعض الجرحى فيها ما زالوا موصولين بأنابيب الأمصال الطبية"، قالت الناشطة "إلينا ستاين"، التي اعتقلتها الشرطة في الاحتجاج، في مقابلة مع برنامج "الديمقراطية الآن"، وتابعت أن "هذا أتى بعد أيام وأيام من حصار وقتل وتجويع جباليا في شمال غزة، لاستكمال التطهير العرقي هناك". قالت "ستاين" إن الهجوم الإسرائيلي على جباليا يسمّى "إبادة داخل إبادة"، واصِفة شعوراً رهيباً تقول أنها ورفاقها في مجموعة "أصوات يهودية للسلام" "ممتلؤون به"، وغير قادرين سوى على التعبير عن جزء بسيط منه في أفعالهم واحتجاجاتهم، وأنهم وصلوا مكان الاحتجاج معبّئين بغضبٍ لا يوصَف...
قامت المجموعة بتحرّكها الكبير بالتزامن مع ما يسمى "يوم الشعوب الأصلانية" في الولايات المتحدة، حيث يُحتَفى بالأميركيين الأصليين ويُستذكر نضالهم وإبادتهم على يد الأوروبيين المستعمِرين. ومما جاء في بيان مجموعة "أصوات يهودية للسلام" تعليقاً على ما حدث أمام البورصة العالمية:
"غزّة تُقصَف، "وول ستريت" تزدهر. ارتفعت أسعار أسهم شركات تصنيع الأسلحة بشكل كبير هذا العام. يزداد أعضاء الكونغرس البالغ عددهم أكثر من 50، الذين يستثمرون في شركات الأسلحة، ثراءً كل يوم.
تريد إدارة بايدن منا أن نصدق أن صندوقها السري، البالغ 18 مليار دولار هذا العام للجيش الإسرائيلي، هو من أجل "السلامة اليهودية". كيهود، نرفض هذه الأسطورة بكل ذرة من كياننا. نرفض السماح باستخدام تقاليدنا وتاريخنا وهوياتنا لتجويع الفلسطينيين وتشريدهم وقتلهم.
بعد عام من الإبادة الجماعية في غزة، ُتوسِّع الحكومة الإسرائيلية حرب الإبادة، فتقصف فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، وتُروِّع الملايين بالقنابل الأميركية والتمويل والإفلات من العقاب. لذا فإننا نرفض مغادرة مركز رأس المال العالمي، ونكشف عن الدوافع الحقيقية للولايات المتحدة: مصالحها المالية الخاصة.
(...) الطريق إلى الأمام واضح: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن تسليح إسرائيل".
الوحش الكاسر... الوحوش!
26-09-2024
ودعوا الى تحويل مليارات الدولارات من "المساعدات" الممنوحة لاسرائيل، الى صناديق التعليم والرعاية الصحية، التي تدّعي السلطات أنها تعاني من عجز في ميزانياتها.