إعداد وتحرير: صباح جلّول
افتتحت "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" يوم الخميس 11 تموز/يوليو 2024، معرضاً بعنوان "غزة"، الذي اشترك في تنظيمه "دار النمر للفن والثقافة" في بيروت بالتعاون مع "المتحف الفلسطيني". يشارك في هذا المعرض أكثر من أربعين فناناً وفنانة من غزة وفنانون آخرون تناولت أعمالهم غزة بمختلف الطرق. تتضمن المشاركات أعمالاً فنية لـ: أمجد غنام، أسامة بعلبكي، بطرس المعرّي، تيسير بركات، فتحي غبن، ليلى الشوا، هاني زُعرب، محمد جحا، وغيرهم. وقد اختيرت الأعمال في المعرض من مجموعتي "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" و"دار النمر للفن والثقافة" في بيروت، بمساهمة من رولا العلمي، عضو لجنة المتحف الفلسطيني وصاحبة مجموعة أرشيفية هامة لصور ولوحات أهمّ الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، مثل نبيل عناني وتيسير منصور وإسماعيل شمّوط وغيرهم. وقد وفّر المتحف الفلسطيني في رام الله مجموعة من الفيديوهات القصيرة لفنانين فلسطينيين من غزة لتُعرض في بيروت أثناء فعاليات المعرض.
جاء في بيان التقديم للمعرض: "هذا معرض فني ليس عادياً، وليس نشاطاً تضامنياً مع غزة، وأيضاً ليس وقفة احتجاجية أمام السفارات أو وزارات الخارجية أو المكاتب الرئاسية أو في ساحات العواصم، وإنّما هو محاولة متواضعة جداً للحفاظ على إنسانيتنا ولإثبات أننا أحياء، وأننا نستطيع أن نستعيد دورنا في الحفاظ على ما تبقى من حياة لننطلق ونُبعث من جديد، أحياءٌ بالفعل والعمل والسعي لوقف الإبادة، وليس فقط بالصلاة والدعاء".
"هذا ليسَ معرضاً": الفنّ في غزة ترفٌ.. وحاجة
04-04-2024
عيون شهداء غزّة.. نافذةٌ على جمالها
12-11-2023
وتابع بيان المؤسسة أن المعرض هو تذكير جماعي بكلّ الفنانين الفلسطينيين، والغزيين بشكل خاص، الذين استشهدوا، إلى جانب الأطباء والمعلمين والعمال والطلاب ورجال الإطفاء والصحافيين وغيرهم، وأنّ هناك "صديقات وأصدقاء جُرحوا وشُرِّدوا وانتُزعوا من بيوتهم وأُسَرهم ومن قراهم ومدنهم. كما لنا صديقات وأصدقاء قُصفت مراسمهم ومشاغلهم ومكاتبهم، ودُمرت أعمالهم الفنية التي هي حصيلة إبداعهم. هناك لنا صديقات وأصدقاء قصفت الطائرات والدبابات والبوارج آمالهم وأحلامهم بحياة شبه طبيعية، وبمستقبلٍ خالٍ من الحصار، سمته الأولى الحرية، ولا شيء غير الحرية"...
من هؤلاء الذين خسرناهم، فتحي غبن، علم من أعلام الفن التشكيلي الفلسطيني، الذي عاش الإبادة الحالية وصمدَ مطالباً فقط بحقه في التنفس، فمنعه الاحتلال من الحصول على العلاج، ليستشهد. منهم أيضاً الفنان باسل المقوسي الذي حوّل خيمة نزوحه في رفح إلى مرسم لنفسه وللأطفال، وقال "أرسم من أجل إنسانيتي ومن أجل فلسطين". ومنهم التشكيلية الشابة منّة الله حمّودة، التي تجمع ما تيسّر من فحم وطباشير لترسم على جدران مراكز الإيواء مشاهد تعكس معاناة النازحين من غزة، ورسامة الغرافيتي أمل أبو الصبح التي ترسم على الركام رسوماً تبيّن فيها إحصاءات أعداد الشهداء والمباني المدمرة...
كلّ أولئك يحاولون، بما استطاعوا إليه سبيلاً، إعلان إنسانيتهم التي يهدرها العالم، والإصرار على حقهم في الإبداع، في ومن وعن مدينةٍ صارت مقبرة هائلة لآلاف الأعمال الفنية كما أحالها الاحتلال الإسرائيلي مقبرة للبشر والحجر...
- معرض "غزة" مستمرّ يومياً من الساعة الثانية حتى السادسة مساءً، ما عدا أيام السبت والأحد، في مبنى "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت.