انتظر القيّمون على «مجلة المغرب» (Le Maghreb magazine) التونسية الشهرية الصادرة بالفرنسية، حتى سقوط نظام زيد العابدين بن علي لكي يبدأوا بالصدور في آب/أغسطس 2011. انتظار ربما أملاه عليهم واقع أن المجلة الأم، «المغرب» (بالفرنسية كذلك) لديها ذكريات أليمة مع رقابة النظام الذي أقفلها في العام 1984، بعد ثلاثة أعوام من تأسيسها، لتعود المجلة للصدور في العام 1988 قبل أن تُحظَر من جديد في 1990، ويُزَجّ بمديرها عمر صحابو في السجن على خلفية خطّها المعارض للنظام. بعدها، قام أركان «المغرب» بتأسيس مجموعة باسم «ميديا المغرب الكبير»
(Grand Maghreb Medias)، التي تُصدر اليوم الصحيفة اليومية «المغرب» والمجلة الشهرية العامة، وأخرى مختصة بالاقتصاد، وهي شهرية ايضاً. جميعها ترفع شعار تجديد الصحافة في تونس، والنضال من أجل استقلالية وسائل الاعلام، وحرية التعبير... في بلد اعتاد نظامه على رشوة صحافييه أو نفيهم أو سجنهم. وبعد مرور سبعة أشهر من سقوط بن علي، نجح محمد صلاح بالطيب وشركاؤه في إصدار العدد الأول من المجلة الناطقة بالفرنسية، «في مغامرة يدعمها رجال أعمال تونسيون، بهدف تأسيس صحافة تونسية مستقلة ضرورية لفتح البلاد أمام الديموقراطية»، بحسب تعريف القيمين على المجلة عن أنفسهم.
المجلة التي يكتفي موقعها على الانترنت بعرض صفحات بعض أعدادها بصيغة PDF (وقد يدخل ذلك في إطار سياسة المجلة لتعزيز مبيع أعدادها الورقية بالاعتماد على التمويل الذاتي)، غنيّة المحتوى، بزوايا «الحدث» و«الثقافة» و«الاقتصاد» و«الوطن» و«المجتمع» و«بيئة» و«صحة» و«دوليات». تنوّع وتخصُّص يجذبان كتّاباً مميّزين يقدّمون مواد قيّمة في إخراج فني مريح للقارئ. وقد يكون أحد أوجه نجاح المجلة، كثرة الإعلانات المدفوعة على صفحاتها، وهو ما يعوّل عليه أي قيّم على مشروع صحافي لتعزيز استقلالية خطّه التحريري إزاء السلطات المالية والسياسية. وتوُلي «ماكيت» المجلة للصورة أهمية كبيرة، وهي تمتلك بنك صور وفيراً ومتطلباً لجهة الجودة. وتخصص المجلة ملفاً كاملا في كل عدد لموضوع تونسي، يتم تناوله بشكل وافٍ من قبل متخصصين، أكانوا علماء اجتماع أم اقتصاديين أو مؤرخين. من الملفات اللافتة، تلك التي خصصت لـ«الاتحاد التونسي العام للشغل»، ولإعادة تقييم الثورة التونسية في بدء عامها الثالث، ولمنطقة الحوض المنجمي في قفصة. والاخير ملف صدر بعدد خاص تعدّت صفحاته الـ150صفحة، يتضمن كل شيء عن قفصة، من نواحي تاريخ المنطقة وجغرافيتها وظروف سكانها وحركتها النقابية العمالية الشهيرة وأعلامها وشبابها ومقاهيها... زاوية الثقافة في المجلة غير تقليدية، وهي تعطي مساحة للفنون «الجديدة» أو «الثورية» كالغرافيتي مثلاً.
يبقى أن يقرر القيّمون على المجلة الشهرية أن يحيوا الموقع الالكتروني الفارغ عملياً، وأن يجدوا طريقةً توفق بين ضرورة الظهور إلكترونياً على جمهور الانترنت، من دون أن يؤثر ذلك سلباً على مبيع المجلة الورقيّة. فصحيح أن الصحافة الورقيّة لم تمت بعد، لكنّ العصر أيضاً هو عصر الانترنت و«تويتر» و«فايسبوك».
مراكز أبحاث
Le Maghreb magazine مَن قال إنّ الصحافة الورقية انتهت؟
انتظر القيّمون على «مجلة المغرب» (Le Maghreb magazine) التونسية الشهرية الصادرة بالفرنسية، حتى سقوط نظام زيد العابدين بن علي لكي يبدأوا بالصدور في آب/أغسطس 2011. انتظار ربما أملاه عليهم واقع أن المجلة الأم، «المغرب» (بالفرنسية كذلك) لديها ذكريات أليمة مع رقابة النظام الذي أقفلها في العام 1984، بعد ثلاثة أعوام من تأسيسها، لتعود المجلة للصدور في العام 1988 قبل أن
2013-04-03
شارك