خرّيجون من أجل فلسطين: افتتاح يوم جديد

يسمّي الأميركيون مراسم تخرج الطلاب بحفلات "الافتتاح" (“commencement ceremony”)، للدلالة على أنّها بداية لمرحلة جديدة لهؤلاء الأفراد ولمجتمعاتٍ سيتحركون فيها مستقبلاً... لتكن هذه مراسم "افتتاح" يوم جديد إذاً، لمرحلة يصنعها جيل لا يخشى رسم خريطة فلسطين "من النهر إلى البحر".
2024-05-16

شارك
إحدى خرّيجات جامعة إيمرسون تلبس العلم الفلسطيني وشاحاً فوق رداء التخرّج على المسرح وأثناء استلامها شهادتها خلال حفل التخريج في بوسطن في 12 أيار/مايو 2024. ويبدو جلياً ترحيب هيئة التدريس بالطالبة المتخرجة إذ تعلو الابتسامات وجوههم (الصورة عن أسوشيتد برِسّ).
إعداد وتحرير: صباح جلّول

تتوالى في شهر أيار/ مايو من كلّ سنة احتفالات تخرّج الطلاب من الجامعات في الولايات المتحدة الأميريكية وعدد من بلدان العالم. هي احتفالات مشهودة، يحضرها الأهل والهيئات التدريسية وكبار الشخصيات الأكاديمية، ويُعلنُ فيها خروج جيل جديد من أصحاب الكفاءات والشهادات إلى العالَم، حيث سيكون لهم تأثير صغير أو كبير في سير مجتمعاتهم في ميادين العمل والأكاديميا وسواها. يسمّي الأميركيون هذه المراسم بحفلات "الافتتاح" (“commencement ceremony”)، للدلالة على أنّها بداية لمرحلة جديدة لهؤلاء الأفراد ولمجتمعاتٍ سيتحركون فيها مستقبلاً، ومن هنا فالمعنى، كلّ المعنى، يكمن في رفرفة علم فلسطين بين الرؤوس اللابسة قبعات التخرج، وارتفاع اسمها في كلّ حفلٍ من هذه الاحتفالات، تلهج به ألسن نسبة لا بأس بها من الخريجات والخريجين، ولا يغادر تفكيرهم وموقفهم المعلَن - رغم تهديد خسارة المكانة والوظيفة في المستقبل.

لتكن هذه مراسم "افتتاح" يوم جديد إذاً، لمرحلة يصنعها جيل لا يخشى رسم خريطة فلسطين "من النهر إلى البحر".

****

في ما يلي بعض الصور لما شهدته هذه الاحتفالات في الأسبوع الماضي..

C:\Users\Sabah\Desktop\graduation ceremonies\duke.jpg

على اليمين، عشرات الطلاب المتخرجين من جامعة ديوك في ولاية كارولينا الشماليّة ينسجبون من حفل تخريجهم احتجاجاً على إعطاء الجامعة المنبر للمثل الكوميدي جيري ساينفيلد لإلقاء كلمة تخريج دفعة عام 2024 ومنحه شهادة دبلوم فخرية ، وهو المعروف بدعمه للاحتلال الإسرائيلي وحتى العمل على الترفيه عن الجنود ورفع معنوياتهم عبر زياراته المتكررة رفقة عائلته لدولة الاحتلال وإقامة عدة عروض في تل أبيب وفي معسكرات لجيش الاحتلال، مع العلم أن آخر زياراته الداعمة كانت بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقد حمل الطلاب يافطة كتبوا عليها مطالبهم التي كرروها في المخيمات الطلابية التي أقيمت على مدى أسابيع في مختلف الجامعات الأميركية: "الحرية لفلسطين: اكشفوا الاستثمارات، اسحبوا الاستثمارات (من الشركات الإسرائيلية)، قاطعوا".

وعلى اليسار، صورة تجمع الطالبات والطلاب المنسحبين من حفل التخريج الرسمي، إذ قرروا إقامة مراسمهم الخاصة في مكان آخر في الجامعة، وعلى طريقتهم، رافعين علم فلسطين وشعارات "اتخذوا الموقف الأخلاقي الصحيح"، "أبقوا عيونكم على رفح"، "أنهوا الاحتلال الإسرائيلي"، وغيرها من الشعارات.

****

كذلك في جامعة ميشيغن الأميريكة، خرج عشرات الطلاب من حفل التخريج الرسمي احتجاجاً على سياسات الجامعة وعدم سحب الاستثمارات.

أما خرّيجو جامعة "نورث إيسترن" فوجدوا طريقة مبتكرة لإعلان مواقفهم ومطالبهم، فقربوا شاشات هواتفهم إلى عدسة الكاميرا التي تلتقط مراسم التخرج، لتُعرض على الشاشة كلمات "جامعة نورث إيسترن تموّل الإبادة! اسحبوا الاستثمارات الآن!"

حتى اللحظة، تجاوبت جامعة "إيفرغرين ستيت" مع مطلب سحب الاستثمارات "من الشركات التي تستفيد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و/أو احتلال الأراضي الفلسطينية"، كما واقفت جامعة "براون" على إجراء تصويت بخصوص استثماراتها، ووعدت عدّة جامعات بمناقشة جدية لمطالب الطلاب، يخشى الطلاب من كونها مناورات لتبريد زخم التحركات الطلابية، فيما أعلنت جامعة "كولومبيا" مثلاً، على لسان رئيستها نعمت "مينوش" شفيق، قرارها عدم سحب استثماراتها من الشراكات الإسرائيلية...

***

على يمين الصورة طلاب خريجون يرفعون علم فلسطين وعلى يسار الصورة يرفعون قمصاناً كتب عليها “DIVEST” أي "اسحبوا الاستثمارات". من حفل تخرج جامعة كاليفورنيا-بيركلي في 11 أيار/ مايو 2024. (الصور عن أسوشيتد برِسّ).
شرطية تحاول مصادرة الأعلام الفلسطينية من الطلاب في حفل تخرجهم من جامعة كارولينا الشمالية في 11 أيار / مايو 2024. (الصورة عن أسوشيتد برِسّ).
طالبة متخرجة تلبس وشاحاً يحمل علم وخريطة فلسطين، أثناء استلام شهادتها من جامعة جنوب كاليفورنيا في 10 أيار / مايو 2024. (الصورة عن أسوشيتد برِسّ).
طالبة متخرجة من جامعة مينسوتا تلبس الكوفية وقد ألصقت شعار "فلسطين حرّة" على قبعة تخرجها، في 12 أيار/ مايو 2024. (الصورة عن أسوشيتد برِسّ).

مقالات من فلسطين

رحلة البحث عن رغيف

كُل صباح في الأيام الماضية، حينما أجوب الشوارع، لا أجدني سوى باحث عن الخُبز، وأنا حقيقةً لا أستوعب إلى الآن أن الحال وصلت بي - كما وصلت بكُل الناس- إلى...

خالدة جرار مسجونة في قبر!

2024-11-21

"أنا أموت كل يوم، الزنزانة أشبه بصندوق صغير محكم الإغلاق، لا يدخله الهواء. لا يوجد في الزنزانة إلا دورة مياه ونافذة صغيرة فوقه أغلقوها بعد يوم من نقلي إلى هنا...

اقتصاد البَقاء: الدّلالةُ والمفهوم في ظلّ حرب الإبادة

مسيف جميل 2024-11-17

لا توجد جدوى للصمود، ما لم يرتبط بالتصدي للاحتلال. استخدم المانحون "الصمود" كإطار جديد، يتماشى مع المرحلة الفلسطينية، ويراعي المشاعر الفلسطينية والحس الوطني السياسي، وكأن التنمية تحدث بتسمية وتبنِّي مصطلحات...