بعد إعلان نتائج الانتخابات النهائية، أكد الإطار التنسيقي موقفه الرافض للنتائج، معلنا عن استمرار مؤيديه بالتظاهر حتى مع تشكيل حكومة جديدة وفقا لتلك النتائج، فيما وصف التيار الصدري بعض أطراف "الإطار" بـ"الخبيرة" في صناعة الأزمات، رافضا تقديم أي "تنازلات" للخصوم.
ويقول عضو الإطار التنسيقي عن حركة عصائب أهل الحق سعد السعدي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن "موقفنا واضح، وهو الرفض لنتائج الانتخابات منذ البداية والاستمرار برفضها وعدم القبول بها، وفي حال لم تتم الاستجابة لمطالبنا، فهناك أمامنا عدة خيارات ومنها مقاطعة العملية الانتخابية برمتها أو الذهاب نحو المعارضة".
ويضيف السعدي، أن "حركة المتظاهرين والمعتصمين هي حركة سلمية، وليس لها علاقة بأي تجاوز على السيادة العراقية أو ممتلكات الدولة أو أي شيء آخر يخص الدولة، وستبقى هذه التظاهرات مستمرة إلى حين تنفيذ المطالب وتعديل المسيرة الانتخابية، حتى وإن تم تشكيل الحكومة المرتقبة ستبقى حركة المتظاهرين مستمرة".
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أمس الثلاثاء، النتائج النهائية للانتخابات بعد حسم ملف الطعون ومصادقة الهيئة القضائية عليها، ومن المفترض أن ترسل النتائج الى المحكمة الاتحادية لغرض المصادقة عليها بشكل نهائي.
ورغم أن النتائج النهائية جاءت شبه مطابقة للنتائج الأولية، إلا أن الفائزين ينتظرون تصديق المحكمة الاتحادية التي ستنظر طعنا في خمسة مقاعد فقط، بحسب رئيس مجلس المفوضية جليل عدنان، ليصبحوا نوابا بشكل رسمي.
وكان الإطار التنسيقي من أول المعترضين على نتائج الانتخابات التي حصل فيها على 17 مقعدا، مقابل 73 للكتلة الصدرية، وقد وجه جماهيره بالتظاهر والاعتصام أمام المنطقة الخضراء منذ إعلان النتائج الأولية.
يذكر أن الإطار التنسيقي، ألمح في الفترة الماضية، بأنه يسعى الى تدويل مطلبه، وهو العد والفرز اليدوي الشامل، لكن وبحسب خبراء تحدثوا لـ”العالم الجديد”، فإن قضية التدويل يجب أن تمر عبر وزارة الخارجية العراقية أو بعثة الأمم المتحدة في العراق، وهو ما لا تستطيع فعله قوى الإطار، نظرا لأن خلافهم مع الحكومة ولا يمكن أن تتقدم شكوى رسمية، فضلا عن خلافهم مع بعثة الأمم المتحدة.
وسرعان ما وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، شكره للمفوضية عبر تغريدة مقتضبة وفيها "شكرا لمفوضية الانتخابات".
من جانبه، يبين القيادي في التيار الصدري عصام حسين خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن "مشروع الإطار التنسيقي واضح وهو التوافق، لكن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلن عن رغبته بتنفيذ مشروع الأغلبية الوطنية على اعتبار أن المعني باختيار رئيس الوزراء هو المكون الشيعي، وهذا يعني أن مشروعنا بعيد عن الإطار التنسيقي".
ويلفت حسين، إلى أن "المفاوضات مستمرة وموجودة، لكن ستتبين للاعلام الآن مدى جدية هذا التفاوض والتحالفات، فيما يخص الاغلبية الوطنية"، مؤكدا "على مدى السنين السابقة شهدنا تقديم تنازلات، وبالتالي لم يتغير شيء، والاطار التنسيقي خصوصا بعض الموجودين فيه هم خبراء في صناعة الأزمة، وهم الان افتعلوا أزمة تزوير الانتخابات ولاحظنا أن النتائج نفسها رغم تقديم اكثر من الف طعن".
يشار إلى أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بدأ جولة مفاوضات في العاصمة بغداد، مع القوى السياسية مطلع تشرين الثاني نوفمبر الحالي، لكن سرعان ما تحركت جماهير الإطار التنسيقي لاقتحام المنطقة الخضراء، وأدى هذا الأمر الى مواجهتهم من قبل قوات مكافحة الشغب بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، ما دفع الصدر الى قطع جولته والعودة الى النجف.
وكانت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، أكدت في 23 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، خلال إحاطة لها أمام مجلس الأمن الدولي، أن السلطات العراقية أدارت الانتخابات البرلمانية المبكرة بشكل مهني، وأنه لا توجد أدلة على تزوير العملية.
وجاءت إحاطة بلاسخارت، بعد أن التقت منتصف الشهر الحالي، زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وبحسب البيان الذي صدر عن مكتبه بعد اللقاء، فان الطرفين بحثا حلحلة الأزمة الحالية وأن بلاسخارت تجاوبت مع الأدلة التي قدمها الخزعلي على تزوير الانتخابات.
وعقب هذا اللقاء، التقت بلاسخارت الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، وقدم لها أيضا "أدلة" على تزوير الانتخابات.