تقول: "نحن أسرة محظوظة". يضحك الحضور وتنخرط هي أيضاً في الضحك، ويتوقف التصوير لدقائق. لكني حين شاهدت المقطع انحزت للتوصيف.
تقول: "الأمل شيء عملي. الناس لن تترك نفسها هكذا حتى تموت من الجوع أو القهر. الناس تقاوم وستقاوم أكثر. هنالك فرق عندما تكوني جزءاً من حركة جماهيريّة مهزومة، أو ألا تكوني جزءاً من حركة جماهيريّة. نحن الآن في واقع حركة جماهيريّة مهزومة، وهذا أفضل"، شعرتُ بطمأنينة، وأني باختياري لست في الخندق البعيد.
تقول: "نعم أخاف على أولادي من الأذى، مثل الجميع، لكني أخاف عليهم أيضاً من أن أسقط في نظرهم، أن أكون في عيونهم أمّاً جبانةً ومعوقة"، وهنا علمت أنني وصلت إلى بيت القصيد.
..
كان عيد ميلادها قبل أسابيع، لكن حضورها دائمٌ وقائم، ولذا لا يمكن القول أني قررت أن أكتب عنها لهذا أو ذاك من الأسباب، لكنني على يقين ـ كغيري ـ أنها ممن يستحقون الكتابة، ونستحق نحن معهم مساحات واسعة من التأمل والتفكير.
إلى ليلى سويف...
22-05-2020
أتأمل الآن اسمها الأول، ليلى، القريب من قلب كل عربي، استمع لأغنية "روح وجسد" في أذني، أفكر في أحلامٍ لم تأتِ، وأقارنها بأحلامٍ حققتها هي ثم تحولت إلى أوجاعٍ ممتدة. أتساءل أيهما أصعب، أيهما أهون، الافتقاد أم الفقد؟ ثم ابتسم لصورتها وأراسلها بمحبة خالصة. فأنا قبل وبعد كثير من التفاصيل، سعيدة من أجل هذه السيدة بنفس قدر كوني ـ مثل الجميع ـ فخورة بها.
..
أتأمل مجموعةً من الصور القليلة، من الأكثر انتشاراً لها، وككل مرة أطالعها، تستوقفني تلك الصورة التي تقف هي فيها بوقفة احتجاجية، بجوارها مجندَو أمن مركزي، وفي مواجهتها متظاهر لا يظهر غير ظهره أو بالأحرى جزء من حطته الفلسطينية. غالباً هو محامٍ يساري يقبع الآن وراء القضبان. تنظر "ليلى" إليه. ساعِدُ أحد مجندي الأمن المركزي فوق ذراعها الأيمن، بينما حط ذراعها الأيسر على ساعد المجند الآخر. تجذبك بدايةً نظرة عينيها نحو المحتج، لكن حين يتسع الكادر وتمر الأيام، تلتقط المزيد.. كحيرة المجند الأقرب، زعقة المجند الأبعد، ذراعها الذي فوقهما وكأنه أقرب للطمأنة لا للمشاكسة، وقفتها بجوارهما التي هي أقرب للالتحام لا الاقتحام.
تعابير وجهها في ذاكرتي، على مدار السنوات التي شاهدتها فيها في قلب مظاهرات، مزيج عجيب من الجدية والطيبة، لكن الغريب بالنسبة لي أنه، ومع مرور السنوات، انعكس أمام عينيَّ انطباع آخر هو "المرح"، هذه السيدة في روحها "مرح"، أصبحت متأكدة من ذلك، غالباً هو تقليد قديم، لكنه لم يكن يظهر ببساطة على وجهها خلال الأحداث العامة التي تحاول خلالها ضبط اتجاه بوصلتها نحو العقلانية.
رأيت، ويا للغرابة، هذا المرح وأنا أتابع ـ كغيري ـ عن كثب يوميات زياراتها لسجون القناطر وطرّة، وهي تحكي عن نوادر الهمّ، كيف يمنعون أعواد النعناع مرة، والبطيخ والبن مرات، وغيرها من عجائب زمان الغم. تكتب بطريقة تقريرية جادة عن نتائج زيارتها ونقاط المكسب والخسارة فيما ذهبت إليه وعادت به، عن خطابات من وإلى، عن مساخر رجال الشرطة، عن أوجاع غيرها من أسر وبنات وشباب، عن تفرغها في أيام قادمة لتصحيح أوراق طلابها بالجامعة. فكيف من وسط كل ذلك الذي امتد ولا يزال ممتداً عبر السنوات، لمست هذا المرح العفوي وسط سواد المداد.
زارها الوجع في دفقة عاتية منذ العام 2013، حبس الابن من جديد، مرض الزوج والحبيب الذي رثى نفسه، وحلم الثوار وهو يناجي ولده قائلاً: "عذراً يا بني لم أورثك غير الزنازين". سجنت الابنة التي لم تتخطَ بعد العشرين، رحل أحمد سيف الإسلام، هذا الطيف الجميل. أولاده يأتون إلى جنازته مقيدين، وابنة مقاتلة ثالثة تقول عنها والدتها إنها الأكثر شبهاً بطباع والدها، بينما تتلمس تشابهات رئيسية بينها وبين والدتها، فكلاهما ـ ونتمنى للأبد ـ أفلتتا من يد السجان، لعله أمر يتعلق بهذا النوع الخاص من الإلهام، إلهام الاستمرارية والانغماس الكامل، بدءاً من القضايا الكبرى وانتهاءً لا ينتهي بالتفاصيل العادية، ومعايشة مخلصة لأوجاع الغير. تحكي "منى" بإنسانية مفرطة كيف يزورها الغضب واليأس. تقول: أحتاج أجازة قصيرة وبعض البعد.
تقول "ادعموا ماما"، وتكمل "ليلى" بمنتهى الهدوء والدعم، الهدوء الشديد والدعم المطلق.
كم هنَّ مبهرات، من هنَّ مثل "ليلى" وينتشرن من حولنا فى كل مكان، سيدات الاشتباك الطويل والتمعشق بالحياة وغزْل ملايين التفاصيل العادية والاستثنائية في آن.
كتب أحد الشباب مرةً على صفحته في موقفٍ ما، "يعني ده طبيعي وكويس؟"، تطوعت هي بالرد عليه "طبيعي لكنه مش كويس". لعلها إجابةٌ أيضاً كاملة وشافية، لعلها تشبه كثيراً مما هو حولنا "طبيعي لكنه غير حسن"، هل هذا يقترب مما تحدثتْ عنه ذات مرة، حين قالت: "نحن نتحمس ونأمل ونحب في حزن مخيّم.. نحن نعيش حياتنا داخل الحزن المخيّم".
..
تقول في إحدى الحوارات وبطريقتها التقريرية: "المشهد العام في المحاكمات عنوانه العشوائيةُ، ويمكن أن نجري تجربةً، فنأتي بصندوق فيه مجموعة من الأحكام مكتوبة على ورق، ومسجل فيه عدد من القضايا، ونسحب حكماً لصالح كل قضية، النتيجة أنه لن تجد فارقاً كبيراً بين الحقيقة والتجربة". لعل هذه إحدى أهم المعادلات الرياضية التي يتم تسجيلها باسم أستاذة الرياضيات البحتة بجامعة القاهرة، صاحبة الدرجة العلمية العالية التي لم تصل لها أيضاً دون هذه الوصفة. خاضت هذه الرحلة الأكاديمية الطويلة، وهي تمزج بين جدية العقل وطيب النوايا ومرح الروح.
ما وراء "المتابعة": الهلع الدائم للمعتقل
02-12-2020
لأجل غير مسمًى: "مستبعدون" داخل السجون المصرية
25-10-2020
تحكي في حوارٍ آخر عن ظروف حصولها على درجة الدكتوراه. بدأت القصة في العام 1981، مع القبض على زوجها بتهمة الانضمام للتنظيم السري الشيوعي المسلح، أنجبت "ليلى" علاء في الأشهر الأولى للسجن، حصل زوجها على قرار بإخلاء السبيل على ذمة القضية. مر عامان. عرفت "منى" طريقها إلى أحشائها، وطرق بابَ المنح الخارجية مكتب عميد كلية العلوم جامعة القاهرة، انطبقت عليها شروط المنحة الوحيدة لقسم الرياضيات. اتخذت القرار وتقدمت. تحكي كيف حذّرها عميد الكلية قائلاً: "واضمن منين ان لو جوزك اتقبض عليه ماترجعيش وتضيع الفرصة على القسم؟"، ردت: :حتى لو، ما دام قلت هاسافر واعمل الدكتوراه يبقى خلاص". تضحك : "لم يمر أسبوعين حتى صدر الحكم القضائي بالحبس 5 سنوات".
حكي سيف في حوار أخير معه : "كانت أمامي فرصة للهروب إلى لندن ـ حيث كانت زوجتي وابني، ولكنني تراجعت، على الرغم من أن الأمن نفسه كان سيساعدني على الهرب للتخلص مني نهائياً كناشط، اتفقت مع زوجتي أن أسلم نفسي على الرغم من كل هذه الظروف، ورغم أنها كانت حاملاً في ابنتي الثانية منى. اخترت أن أقضي في السجن 5 سنوات في بلدي، أفضل من أن أهرب خارج مصر، وأظل محروماً من بلدي 15 سنة على الأقل. وسلمت نفسي وقضيت المدة واستغليت تلك السنوات في الدراسة وحصلت علي ليسانس حقوق ـ وأنا في الأصل معي بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية ـ وولدت ابنتي منى وأنا في السجن مثلما حدث مع علاء ابني، الذي ولد ابنه خالد وهو أيضاً في السجن، كأن التاريخ يعيد نفسه".
فقرة لا تتعدى مئة كلمة لكن بها مئات المعاني، كلها جميلة وليست كلها موجعة، زوجة وزوج متحابان متفاهمان، دون تقيد بالخوف من مزايدات الشرق والغرب، دون قيد على ما يكنان لبعضهما البعض، ولو تباعدت المسافات وقست الظروف، اتفقا ببساطة ألا يهرب أيٌّ منهما من المواجهة، فذهب هو إلى قسوة الزنزانة بجسد أنهكه التعذيب وروح هدهدتها حكايات الرفاق، وذهبت هي إلى وحشة الغربة بطفلٍ على يدها وطفلة في أحشائها لتحصل في وقت قياسي على درجة الدكتوراه وتعود لطابور الزيارات. كان يمكن ألا تسافر هي، كان يمكن أن يهرب هو، لكنها لحظة تأصلت بها الكلمة التي طالما ترددت على لسان أعضاء هذه الأسرة "اتفقنا". نقاش مفتوح يشمل كل التفاصيل، لا يخلو من الاختلاف بالرأي، ولا ينقص به زاد المحبة والدعم.
تحكي "منى" عن نقاشات دارت بينهم في فترة خضوع "علاء" للمراقبة عام 2019 ، "إذاً اتفقنا، لو قُبض علي مرةً أخرى وتوقفت عن إرسال الخطابات ابدأن الإضراب"، وقد كان ما كان، يغزو الوباء كل مكان ويزور الزنازين، تتعطل الزيارات والخطابات ويمر الوقت. تخرج المناضلات الثلاث على اختلاف رؤيتهنَّ للقادم إلى الشارع. صور قاسية وحانية، غرافيتي مظلل للأم والفتاتين بالعيد، لا يظهر غير حدود شعرهن المجعد والبالونات الطائرة والكلمة التي أصبحت محفورة عن ظهر قلب "free alaa" ".
في يوم القبض على "سناء" كانت الصدمة مزلزلة. فكرت في كيف تشعر الآن هذه الأم، ماذا عن الإحساس بالذنب؟ حاولت أن تنقذ الولد فانتهى الأمر بالقبض على البنت! وجاءت الإجابة طائرة من شباك سيارة الترحيلات، هتفت "سناء" لتسمعها "منى" في يوم العرض: "بوسي ماما وقولي لها بحبك"، كانت "ليلى" في ذلك اليوم تتمكن من زيارة علاء والحصول على أول خطاب منه يطمئنها به عنه.
أتفهّم لماذا تقول "منى" دوماً: "لا بطولة في الحبس، لا أحب تحويل أخي لرمز يدفع الثمن عن الجميع، لنا حياة ونريد أن نعيشها بقلوب لم يهجرها الحب"، وأتفهّم أكثر مقولة "ليلى" عن "الحظ". شرحتْ قائلة: "على الأقل أنا أعرف مكان أولادي"، ذهب ضميرها سريعاً، ككل عائلتها، إلى أوجاع غيرها، قالت هناك من لا يعرفون شيئاً عن أولادهم، هناك من فقدوا القدرة المادية على الاستمرار بزيارات إلى السجن. ولكن كانت تحتاج أن تتحدث أيضاً عن هؤلاء الذين يفقدون "التفهّم" و"التعاطف" داخل الحبس وخارجه، هذا الذي إذا جاء من الأسرة أولاً يصبح بعده كل شيء محتملاً وإن لم يكن هيّناً.
..
من جديد تحكي في أحد الحوارات بجدية وطيبة ومرح، وقد ذكرتها بشكلٍ عارض: "لم يكن من خطط سيف العمل كمحامٍ حقوقي"، وها هي قد مرت الأيام وانتهت به ليتسجل اسمه كأب روحي للحركة الحقوقية في مصر.
قالت: "لم تكن لديه فكرة محددة، كان مستوى قراءته للإنجليزية قد تطور كثيراً، وحين تم القبض عليه، فكرنا في استغلال تلك السنوات في الدراسة، وكان المتاح أمامناً إما آداب أو حقوق، هو من الأصل كان يفكر بالعمل كمدرس، لكنه أمام هذا الوقت الذي أرادنا ألا يكون مهدراً، قرر دراسة الحقوق التي تتيح له الحصول بعد خروجه على عمل حر مقارنةً بأي فرص أخرى في ظل سابقة الحبس والتضييقات الحكومية".
أفكر في هذه الصورة قبل أن استمع لباقي كلماتها، وأتوقف مع الصورة، شابةٌ جامعية حصلت بسبب تفوقها على فرصة الانضمام لهيئة التدريس الجامعي، وهي ابنة لأستاذ وأستاذة جامعيين أيضاً، ولدت في لندن، تنقلت في طفولتها بينها وبين القاهرة، وأثناء جلوسها إلى جوار شباك فصلها بالمدرسة الثانوية عام 1972 مرت مظاهرة تطالب بالإقدام على الحرب مع إسرائيل، تحمست، واتخذت هي قرارها بالانضمام لهؤلاء، وعادت من جديد إليهم فور دخولها الجامعة، عايشت وشاركت كافة المظاهرات والاعتصامات من أجل رفض مسار التطبيع. وهناك التقت بهذا الشاب، اليساري القادم من قرى حوش عيسى بالبحيرة، التقطت روحها الإشارة الصحيحة حول استثنائيته واستحقاقيته وقيمته بغض النظر عن شكل الدور الذي قرر في كل لحظة أن يمتثل له.
تكمل: "تأثر سيف بقصص من عايشهم في السجن، وكانت لديه موهبة استثنائية في التواصل مع من حوله، ورثتها عنه منى، بعد أن خرج بدأ في الدفاع عن بعضهم، بدأ شغل محاماة ثم كان الطريق نحو حقوق الإنسان".
..
شاهدتُ كالجميع صورتها وهي نائمة على الرصيف أمام معتقل طرة، الصورة التي جالت العالم، واتهمها بعض من لا يرحمون بالادعاء والمتاجرة. تقول في أحد الحوارات "الجماهير لم تقرر بأننا أولاد كلب ومن حق الضباط ضربنا أو تعذيبنا، بل خافت وجلست جانباً قليلاً، اقتنعت أنها اليوم لا تستطيع فعل أي شيء، لكن القيم الأساسيّة التي خرجت الناس من أجلها عام 2011، لم ينكرها الناس، وما زالت موجودةً، مقارنةً بواقع ما قبل 2011، عندما لم تفكر الغالبية بهذه القيّم ولم تسمع عنها".
ومن الميادين التي قد تعود لها يوماً الجماهير للورد والبساتين، وصوت سامية جاهين يصدح في رأسي بكلمات أمين حداد: الشعب يريد الورد في البساتين.. الورد يريد الشعب في الميادين.. الشمس أكيد حتنوّر السنين.. الفجر سعيد بنصر المنتصرين..للحب بريد من مصر للملايين".
"لسّاها ثورة يناير"... بكلماتهم
28-01-2021
يوم جاءت قوى الداخلية بـ"علاء" لزيارة والده بالرعاية المركزة في أيامه الأخيرة، لم يكن يعرف أنه في غيبوبة، قالت والدته" كان يحمل باقة ورد جاء بها من حديقة السجن، وحين أخبرته بالحقيقة ألقى بها على الأرض"، دخلوا معه بأحذيتهم العسكرية والتفوا حول السرير والجسد، 13 ضابطاً ومجنداً، حاولوا إخراجها ورفضت، لم تمر أيام حتى قالت خلال الجنازة في هدوء وثبات "فقدت زوجي وابني في نفس واحد".
لكنها الشمس تعود وتخرج من وراء الجبل. الشمس أكيد حتنور السنين، فتأخذ "ليلى" على عاتقها مهمة إدخال المرح إلى قلب الحفيد"خالد"، تذهب به إلى الحدائق، وبأبدع ما يكون، على الأقل بالنسبة لي، كشفت لي تلك السيدة ببساطة وتلقائية عن حجم ما تحمله روحها من أفكار وقّادة ومشاعر مؤججة، فقالت لمن يحاورها: "خالد بيحسسني بالذنب"، أكملت: أنا باخد بالي منه بعد حبس علاء، ودا شيء ممتع، علاء كان في السن ده لما سيف اتحبس، لما بفسح خالد لوحدنا بيكون عندي مشاعر متلخبطة، بيجي في بالي ذكريات، وصعبان عليَّ إن علاء مش معانا، وإن سيف مش معانا، وما بين إني مستمتعة بخالد وأبوه في السجن، خالد وجوده بيطبطب علينا كلنا".
..
تستحق "ليلى سويف" كثيراً من الفرح، ونحتاج نحن مزيداً من الإلهام.
حاشية:
لم ألتقِ بها بشكلٍ شخصي من قبل، وحين قررت الكتابة عنها لم أطلب موعداً للحوار، سهرت استعيد كل ما قالت وما أشارت إليه، وما استقر في نفسي عنها عبر الأيام. نمت فحلمت بها، كان حلماً ودوداً في بيتها القديم بعد عودتها من لندن بينما زوجها لا زال في السجن، حكت لي الكثير وشاركتني نوادر قراءتها للشارع من الشباك. كانت مرحة وفي الستينات من عمرها لكنها تنتظر عودة "علاء" من حضانة الأطفال واستيقاظ "منى" من النوم.
حكيت لصديق عن الحلم، وأني غير متأكدة إن كنت سأنتهي إلى كتابة نص. اقترح عليَّ أن يكون الحلم هو المستهل، وها أنا قد بدأت وانتهيت، فلعلي كتبت ما يعبر عن مشاعري ومشاعره ومشاعر الملايين ممن هم دون مبالغة كلما رؤوها تذكّروا ألق الميادين وضحكة المساجين وظل الغائبين واستثنائية الساعين.