"أمِلَ" في معجم المعاني الجامع هي "ترجّى، تمنّى، رغب في". ويُضيف "علَّق الآمال على كذا، أي اعتبر ما يرغبُ فيه كأنّه سيُحقَّق".
"إحباط" في معجم المعاني الجامع هو "إعاقة النشاط المتّجه نحو هدف، إمّا بإيقافه أو الإيحاء بأنّ مآله إلى الهزيمة والخيبة"، و"شعر بالإحباط أي بالفشل والتدنّي". ويُضيف "قَامُوا بِإِحْبَاطِ كُلِّ خُطَطِ العَدُوِّ: بإبْطَالِهَا وَالحَيْلُولَةِ دُون تَنْفِيذِهَا".
ما سبق يمكنه تلخيص المشهد الذي يسبق دنوّ التاريخ الرمزي للخامس والعشرين من كانون الثاني. انقضت أربع سنوات على "لحظة ثورية" أطاحت بكلّ شيء.. أو أمِلت بذلك. ثورات اشتعلت في وقت كان الاستنقاع قد وصل حدّه، والجوع أصاب نصف الأمة التي تراجعت في كل المجالات ـ كلها ـ حتى غدت في الحضيض.. مما أصاب الناس في كرامتها وفي رجائها بحياة آدمية قبل إصابة البطون وبمقداره.
حطّ الأمل. فتفجرت طاقات إبداعية لم تكن محسوبة. وظهر قدر هائل من التآخي والتضامن ومثلهما من التسامي. قال المتضررون العفنون: لا بد من خنق الأمل ذاك: انتشاء الناس وشعورهم بذواتهم وبالإمكان وبالاحترام أخطر من أي سلاح.
حطّ الإحباط. بدأ من الإمساك بالسلطة من جديد، وهو الأسهل، وهو ما يوفر أدوات للقمع وكذلك لادِّعاء النطق بشرعية من يُقرِّر.. ولكن شيئاً ما كان قد وُلد عندما امتلك الناس الحلم ولو لوقت قليل، والتقطوا حريتهم، حرية التفكير والقول والفعل والاعتراض، وهو ما يسمى "الثورة". في تونس ومصر وليبيا وسوريا والبحرين واليمن بشكل صريح، وفي سواها بالترقب، تصارع الأمل والإحباط. وما زالا.
نحاول في هذا الملفّ التقاط تلك الحركة، بلا نوستالجيا بائسة بل كاستثمار في المتغيّر الإيجابي القائم، الذي لا يزيله القتل والاعتقال وديماغوجيا السياسة كما تُمارَس.
الفنانون، ومعهم كل واحد يرغب بذلك، رسموا على الجدران، فازدهر الغرافيتي. وكذلك الراب والشعر والموسيقى والمدونات حاملة مقالات كل من لديه رأي أو فكرة.. وما أكثرهم. قد تكون القبضة الأمنية محْكمة، ولكنها لا تملك محو تلك اللحظة: لا إزالة طعمها من النفوس ولا معناها من العقول. لا تملك طي التجربة في النسيان ولا تحريف معناها.. ولا تملك التنبؤ بالآتي، كما لم تتنبأ من قبل. وهذا أملٌ كثير. بعض من هذا هنا. فاستمتعوا.
(إعداد زينب ترحيني)
موسيقى "التحرير" عنوان لرحابة اللحظة الاستثنائية - شادي لويس
معازف: استعادة التاريخ أهمّ من التاريخ- أحمد الزعتري
ما بين الهمس والمدافع - نائل الطوخي
الغرافيتي في اليمن
حملة "الجدران تتذكر وجوههم" كشفت تآمر.. الشركاء - ريان الشيباني
اليوم الخامس بعد ولادة ساجدة - شعر علي الجلاّوي