مشكلتنا ليست مع.. إسرائيل!

الإسرائيليون يقتحمون الأقصى للمرة كذا منذ 1967. حين احتلوه هو ومدينته ورفعوا عليه علمهم. وكما في كل مرة وبالتصاعد المتوقع، يكسرون ويحرقون المكان ويغلقونه على هواهم، ويصيبون أهله قتلا وجرحاً ويعتقلونهم، وهم اليوم يدرسون منعهم من ارتياده إلا في الأيام أو الساعات "المجازة"، بل واجتزاء قسم منه لتهويده، كما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي في الخليل. أما قبة الصخرة فتستفزهم كثيراً لكونها رمز
2015-09-17

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
نبيل عناني-فلسطين

الإسرائيليون يقتحمون الأقصى للمرة كذا منذ 1967. حين احتلوه هو ومدينته ورفعوا عليه علمهم. وكما في كل مرة وبالتصاعد المتوقع، يكسرون ويحرقون المكان ويغلقونه على هواهم، ويصيبون أهله قتلا وجرحاً ويعتقلونهم، وهم اليوم يدرسون منعهم من ارتياده إلا في الأيام أو الساعات "المجازة"، بل واجتزاء قسم منه لتهويده، كما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي في الخليل. أما قبة الصخرة فتستفزهم كثيراً لكونها رمز القدس، أو ربما لبريقها. فلعلهم ينجحون قريباً في نسفها كما حاول بعضهم مراراً.
أن يفعل العدو كل ذلك فطبيعي ومتناسق مع وجهة اسرائيل العامة. وأن يفعل بوتائر أسرع وأشد في كل مرة، وصولا إلى عنف الأيام الماضية بمناسبة احتفالات السنة العبرية الجديدة، فطبيعي هو الآخر. فالإسرائيليون يواجهون أناساً متروكين لتدبر أمورهم لوحدهم. وهم يفعلون ما يستطيعونه: في آخر يوم جمعة من رمضان الفائت، أمّ الأقصى ربع مليون إنسان، أي عمليا كل الفلسطينيين الذين يقعون ضمن شروط التنقل والزيارة، وخارج المنع والقيود الموضوعة عليهم. وهناك المرابطون والمرابطات المقيمون في الأقصى ليل نهار.
العطب هو في تبخّر الهيئات والصناديق المنشأة بغاية دعم القدس، واكتفاء مجلس التعاون الإسلامي والجامعة العربية بكلام أقل بكثير حتى من رفع العتب. فلماذا يُحجم الإسرائيليون، وممن سيخافون؟ رجل أعمال واحد، صهيوني يهودي أميركي، يستجلب مئات ملايين الدولارات للاستيطان في القدس، ويقوم بمشاريع فيها بلا توقف. وليس مسكوفيتش ذاك بأغنى من الأغنياء العرب (لو قررنا استخدام لغة المقارنات البسيطة)، ولكنهم غائبون، بل لعل كثيرين منهم يتمنون لو "تخْلص" ويقضي الله أمراً كان مفعولا، وننتهي من وجع الرأس المزمن هذا. وأما حكام تركيا فيقررون دعوة حجاجهم إلى "تقديس حجهم" بزيارة الأقصى لثلاثة أيام وفق تقليد قديم سابق على إسرائيل نفسها وعلى احتلال القدس، فيرحب تجار المدينة القديمة ويفرحون باحتمال توفير هؤلاء الحجاج لبعض المداخيل، عساها تقيهم من البؤس وحتى الإفلاس. وهذا أقصى المنى. بينما لا شيء يحول دون تنظيم دعم مالي عربي وإسلامي بحجم الكارثة إلا.. الخوف من إغضاب إسرائيل.
القدس والأقصى يواجهان خطرا كبيراً وداهماً. ولكن يا سادة، ذلك لن يلغي المسألة الفلسطينية، وستظل تشكل مصدر "إزعاج" لكم، مثلما هي لإسرائيل الشرسة والمتغطرسة، بدلالة آلاف الشبان والشابات من فلسطين الذين ينخرطون في الصراع كل يوم. وهو سيستمر.. بـ "أقصى" أو من دونه.

للكاتب نفسه

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...