العالم بأسره في اضطراب عظيم. صحيح أنه لا وجه للمقارنة بين المشكلات الكبيرة في البلدان المترفة وبين مصائب بلداننا، لكنه لم يعد من الممكن التمويه على صلات النسب التي تربط أطراف العالم وبقاعه: البورصة الصينية تُغلق على تراجع؟ يخرج ألف اقتصادي ليشرح أن ذلك نذير أزمة أشد عصْفاً من تلك التي وقعت في 2008. ويقول بعضهم إن الاقتصاد الصيني هو رئة العالم! يُضرَب العراق ويُدمَّر بإمعان، ويتباهى رئيس أميركي أبله بأنه "انتصر"، فيولد "داعش" الذي جعل "القاعدة" تبدو شاحبة بالمقارنة مع ارتكاباته، ووحده الله يعلم ماذا سيولد بعد حين في سياق "الحرب على الإرهاب" التي تصيب كتلاً بشرية بأكملها، تُصنّف كـ "أضرار جانبية" لذلك العبث المقيت. يُمارَس اضطهاد وإقصاء واحتقار لشرائح واسعة من المنحدرين من الهجرة في فرنسا (وسواها)، الذين اختزن آباؤهم وأجدادهم ذاكرة الاستعمار المريع لبلدانهم، ثم استخدامهم كأيدي عاملة مستعْبدة لدى المستعمِر في أشق المهام؟ يتجه بضعة منهم (يكفي هنا بضعة لارتكاب جرائم كبرى) إلى الرغبة بإلحاق الأذى الأعمى بواسطة الإرهاب. تتلاعب تركيا بالمسألتين السورية والعراقية، سعياً لإرواء مطامح إمبراطورية وأخرى شخصية يصنفها بلا تردد أي مختص نفسي كجنون عظمة؟ تتحول المسألتان إلى قنابل موقوتة تهز تركيا في كل حين، ويظهر كم أن التباهي بالاقتصاد والسياحة المزدهرين أجوف. تنكر إسرائيل "القوية" وجود الفلسطينيين الذين تحتلهم وتضطهدهم إلى حد الاستباحة؟ يُردّ عليها بالمقصات وسكاكين المطبخ..
الأمثلة لا تُحصى، تُثبت كلها أنه لا يمكن حصر البؤس بكل أشكاله في دائرة مغلقة، وأنه حتماً سيفيض ويقض مضاجع الجميع: مسببيه و "الأبرياء"، تماماً كما أن استغلال الأرض بلا حساب وتلويثها بلا وازع طمعاً في أعلى أرباح بأقل كلفة، يمكنه أن يقضي على الأرض وعلى البشر الذين يسكنونها: الـ1 في المئة من أصحاب المليارات والمعدمون سواء بسواء، وأن الاحتماء في قصور لن ينفع ساعتها. تهويل ولن يحدث؟ ولكنه يحدث كل يوم، ويمكن للأعظم أن يحدث.. وهو يوشك.
قدرٌ لا فكاك منه؟ بل سوء مقاربة رعناء وقصيرة النفَس، لا يحلها استخدام أدوات من طينتها في صراعات وسجالات بغيضة وعقيمة. اليوم، تحتاج البشرية كلها إلى منظومة كاملة مختلفة. ليس الأمر يوتوبيا بل هو عملي ومُلحّ!
إفتتاحية
صلات النسب

مقالات من العراق
القصة الكاملة لعطش البصرة.. 5 عقود من التلوث والفساد والفشل
أزمة المياه في البصرة لم تكن وليدة الفترة القريبة كما يتصور البعض، فأهالي البصرة بدأوا يسمعون صفير صنابير الماء قبل أربعة عقود ونصف، وتحديدا منذ اندلاع حرب الثماني سنوات بين...
كنّاس السماء: الذكرى الحادية عشرة لهجوم داعش على شنكال
"هل سألتم يوماً إذا ما كان الموتى يحلمون؟ أو يهرعون ليلاً خوفاً من كوابيسهم؟ ماذا لو كانت الأصوات التي تُسمَع ليلاً في المقابر هي لكائنات كابوسية؟ بالنسبة إلينا، في هذه...
مساعدات ل"إنقاذ الحرب"
لا أستطيع أن أرى في هذا المشهد، وهذه المساعدات، إلّا أنها إنقاذ للحرب، إنقاذ لكلّ الأطراف. أولاً لإنقاذ الحرب من فكّ الاعتراض الدولي والأصوات المستنكِرة، ثانياً لإنقاذ إسرائيل من جريمة...
للكاتب نفسه
غزة: لن ننسى ولن نسامح
ليس من المعقول أن تستمر هذه الحال من الإبادة في غزة. لا من العرب جميعاً، حكاماً وشعوباً، ولا من تركيا ولا من إيران، الغارقتين تاريخيّاً وعملياً ولفظياً، في المسألة الفلسطينية...
لبنان: من هو الوطني اليوم؟
الوطني اليوم هو من ينوي لملمة كل تلك التقرُّحات وكل ذلك العفن. أن ينوي أصلاً، ويعلن عن ذلك، فهي خطوة إيجابية. وهو سيواجه مقاومة عنيدة من المستفيدين من واقع الحال...
لبنان مجدداً وغزة في القلب منه
... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...