كل عام وأنتم بخير. هو العيد، حتى لو بدا تساؤل المتنبي المتشائم في محله بعد ألف عام ونيف. هو العيد لأن الاجتماع البشري يحتاج دوماً إلى توزيع أوقاته بين العادي والاستثنائي. والأخير متنوع، منه المقدس، ولكنه ليس كله. وهو العيد أيضاً، وخصوصاً، لاتضاح ما نحتاج إليه من أجل الانجاز، بعدما تمكنت شعوبنا المقهورة والمفقرة من الثورة على مضطهِديها، برغم كل الإجراءات المتخذة لجعل الثورة مستحيلة، لنشر التيئيس والاستسلام للواقع كقدر محتوم. من كان يظن منذ ثلاث سنوات أن ذلك ممكن وقادم؟ وهؤلاء الذين لم يتوقعوا الاحتمال الثوري بل نفوه تماما، وكانوا يسخرون من الطوباويين الحالمين به، العاملين له، هم أنفسهم اليوم من يستعجلون الثورة لتحقق فوراً كل شيء، وبأبهى حلة، وبلا أخطاء ولا حتى تأتأة. ثم يغضبون ويعلنون الخيبة حين تصطدم الثورة بالصعوبات الهائلة، أو ترتبك، بل وحتى تنكفئ. ونحن اليوم في الصعوبات الجمة... والمتوقعة. وليست الدعوة هنا للصبر (فحسب)، بل للتنقيب عن الأعطال والعيوب والتشويهات والنواقص التي تكشّفت بفضل تنهيدة التاريخ، والتصدي لها. فذلك هو اليوم الفعل الثوري، بينما النزق، والمواقف القاطعة المستسهلة للحلول، هو الثورة المضادة.
أخذنا على الثورة التونسية انزلاقها المبكر إلى الاستقطاب الهوياتي بين إسلاميين وعلمانيين، بدل الصراع على التصورات البرنامجية التي تحدد مستقبل البلاد وتنقذ الناس من البطالة والحرمان والارتهان للخارج. ثم انفتحت أمام الملأ الكارثة السورية، فتنافس النظام والمعارضات على ممارسة إجرام يفوق الخيال، واحده يتغذى من الآخر، حتى لامس العبثية. وانكشف داء العراق العضال الذي زرعته بدأب الديكتاتورية والحروب المهولة والاحتلال الأميركي. وإن قفزنا عن أحوال سائر البلدان، نصل إلى أم الدنيا، الواقفة اليوم على كف عفريت. نحبس أنفاسنا خشية انزلاقها إلى تنفيذ التهديد بفض اعتصام الإخوان بالقوة، ما يعني دماءً كثيرة، وعنفاً طويلاً، وتعزيزاً لسطوة العسكر. وهناك بالمقابل عُصاب الإخوان، وهو لا يقل خطورة عن جنوح الاستئصاليين. وجهان لعملة واحدة، وممارسة مرتبطة بالوعي الماضي. يُنسى أننا بصدد مرحلة انتقالية لها شروطها، ونصلها مثقلين بالعيوب والقصور. فلو نتواضع جميعاً، ونبحث عن مخارج توافقية، وطنية، تخص الناس وليس هذا وذاك من الأطراف، ويتم الفرز وفقها.. آمين.
إفتتاحية
بأية حالٍ...
كل عام وأنتم بخير. هو العيد، حتى لو بدا تساؤل المتنبي المتشائم في محله بعد ألف عام ونيف. هو العيد لأن الاجتماع البشري يحتاج دوماً إلى توزيع أوقاته بين العادي والاستثنائي. والأخير متنوع، منه المقدس، ولكنه ليس كله. وهو العيد أيضاً، وخصوصاً، لاتضاح ما نحتاج إليه من أجل الانجاز، بعدما تمكنت شعوبنا المقهورة والمفقرة من الثورة على مضطهِديها، برغم كل الإجراءات المتخذة لجعل الثورة مستحيلة، لنشر
للكاتب نفسه
ماذا الآن؟
نهلة الشهال 2024-03-15
وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...
غزة تقاوِم وتسجّل بداية تاريخ جديد
نهلة الشهال 2024-02-29
لأن العجز كان يضاعف الألم، فقد سعينا إلى مرافقة غزة بواسطة السلاح الذي بين يدينا: الكلمة والكشف عما يجري ومقارعة الرواية المزورة
قصة شهادة "البعثات المدنية" عن معركة جنين (2002)
نهلة الشهال 2024-02-21
ليست ذكريات (فحسب)، بل للقول أن المشروع الصهيوني مستمر، بغض النظر عن أحداث تقع هنا أو هناك وتُتخذ حجة للقتل والابادة. بل هو يتعاظم، وقد وصل اليوم الى حد الجنون...