سوريا فندق للاستجمام؟

بشار الأسد، في خطابه الأخير، كان يعيّر من لم «يصن العهد» من الفلسطينيين، ولم «يقدّر المواقف السورية وتآخي الدم». وهؤلاء، بعكس «الفلسطيني الشريف» الذي حيّاه، «يعامل سوريا كفندق للاستجمام يغادره حينما تشتد الظروف».قد يُفهم من ذلك هجوماً على حماس، أو بالمقابل رفعاً لمعنويات الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة. لا يهم. فهذه مواقف يمكن ممارستها في
2013-01-09

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

بشار الأسد، في خطابه الأخير، كان يعيّر من لم «يصن العهد» من الفلسطينيين، ولم «يقدّر المواقف السورية وتآخي الدم». وهؤلاء، بعكس «الفلسطيني الشريف» الذي حيّاه، «يعامل سوريا كفندق للاستجمام يغادره حينما تشتد الظروف».
قد يُفهم من ذلك هجوماً على حماس، أو بالمقابل رفعاً لمعنويات الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة. لا يهم. فهذه مواقف يمكن ممارستها في الحقل السياسي، وهي مشروعة بصفتها تلك، أي كاختلاف وكصراع. وليس الفلسطينيون معفيين من خوض غمار ذلك الصراع، ولا هم منزهون عن النقد. ولكن.
أن يُمنّن الفلسطينيون بما قدمته لهم سوريا أمر معيب. المنّة تبطل الحسنات. ثم أن سوريا قدمت معاملة لائقة للفلسطينيين بوصفها قلب العروبة النابض. أليس كذلك؟ وكيف كان لها من غير ذلك أن تحوز على هذه الصفة. هذا علما أن من الحب ما قتََل، وأن النظام الحالي بصيغته السابقة، أيام الأب، كان في أكثر من مناسبة يعتبر نفسه ممثل القضية الفلسطينية ومؤتمناً عليها، وهو ما جرّ صراعات مع سائر المؤتمَنين عليها، بعضها بشع.
والأهم: أن يُطلب من الفلسطيني، حتى يكون شريفاً، الانخراط في الوضع السوري وعدم مغادرة البلد حين تشتد الظروف، أمر غير مقبول. فمعنى الكلام أن الأسد يدعوهم للقتال إلى جانبه، ولعله يبرر ذلك بنظريته عن المؤامرة الخارجية على سوريا. ولكنه اشتراط يحمل في طياته، حكما وبالضرورة، انقسام الفلسطينيين وتواجههم فيما بينهم، مما لا يفيد أحداً، لا سوريا بكل تعبيراتها ولا الفلسطينيين أنفسهم.
فليترك بشار الأسد هذا التعذير وذاك التشاوف لعنصريينا الصغار في لبنان، يتبارون بطلبات إغلاق الحدود منعا لوصول اللاجئين، وبالاخص الفلسطينيين منهم، لأن لبنان ليس مكباً لـ«زبالة» الآخرين (جبران باسيل)، ليتركه لشبان الجيل الثالث من آل الجميل، وحتى لنايلة التويني، التي نطقت عن قناعة، أو لأن الانتخابات النيابية اقتربت، أو لكلاهما معاً. وهناك سوى هؤلاء ومن طوائف أخرى، يقولون الشيء نفسه في السر أو مواربة. عيب!

للكاتب نفسه

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...