منطـق سـليم

التمرين الذي جرى منذ أيام، في مؤتمر «حزب العدالة والتنمية» التركي، مثير للعجب. صحيح أننا، في معظم المنطقة، أحفاد السلطنة العثمانية، ولكن مياها كثيرة جرت مذاك. من حق رئيس الوزراء التركي، السيد أردوغان، أن يكون منتشياً بنفسه، وأن يحلم بآفاق عظيمة له ولبلاده. ولكننا في منطقة عرفت على الدوام إمبراطوريتين كبيرتين تحيطان بها، ثانيتهما، الفارسية، أعرق وأقدم واكثر اتساقاً ذاتياً من الاولى
2012-10-03

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

التمرين الذي جرى منذ أيام، في مؤتمر «حزب العدالة والتنمية» التركي، مثير للعجب. صحيح أننا، في معظم المنطقة، أحفاد السلطنة العثمانية، ولكن مياها كثيرة جرت مذاك. من حق رئيس الوزراء التركي، السيد أردوغان، أن يكون منتشياً بنفسه، وأن يحلم بآفاق عظيمة له ولبلاده. ولكننا في منطقة عرفت على الدوام إمبراطوريتين كبيرتين تحيطان بها، ثانيتهما، الفارسية، أعرق وأقدم واكثر اتساقاً ذاتياً من الاولى التي نشهد اليوم استعادتها كأيديولوجية حاكمة. ثم والأهم، فقد كانت بينهما امبراطورية ثالثة، عربية. فلما لا يحق للعرب الاحتفاء بعروبتهم فيما رجب طيب أردوغان يستعيد السلاجقة؟
وكيف يصرف الرئيس المصري، الذي كان حاضراً ومشاركاً في ذلك المؤتمر، فرحته التي كادت تتفوق على فرحة مضيفه، بينما «امبراطوريته» لا ترِد حتى في خياله السياسي، وهو يستجدي القروض فينالها، ثم يتكلم أمام حلفائه الاتراك عن سوريا، أخت مصر في العروبة، وثاني أجنحة «الجمهورية العربية المتحدة». أليس الأخ قبل ابن العم في عرف «الشرقية» التي فاخر بها في خطاب توليه الرئاسة، كما فاخر بعشيرته التي تتحدر من تلك البقعة من بلاده. وكيف يصرف السيد مشعل هو الآخر، زعيم «حماس»، مبايعته لأردوغان (خليفة؟)، متناسياً صلات انقرة غير المنقطعة بتل أبيب، ووجود علاقات عسكرية وتكنولوجية بينهما، وهذا في أقل تقدير، وبعيدا عن التقييمات السياسية العامة للأدوار، وعن الخزعبلات المرتبطة بالسفينة مرمرة. شيء من الثقل يا قوم، فلا مانع من الاحتفاء بتركيا قوية. ولكن الاستقواء بها يطرح سؤالاً ساذجاً: على منْ؟ وهل بعد ذلك يُلام من يستقوي بإيران، فلماذا هذا مشروعٌ وذاك ملعون؟ ثم، وأهم من هذه الاعتبارات المنطقية، فهذا الموقف يندرج في الوعي العام ممارسة طائفية لا تفعل غير تسعير الاستقطاب القاتل القائم في المنطقة.

للكاتب نفسه

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...