ضحايا الظلم يرفضون الاختفاء أبدياً، ويجدون دوماً طريقة للعودة الى... الظهور. فإن لم تُفتح الملفات لإخراج الحقيقة الى النور، وحمل المجرم على الاعتراف بفعلته، وعلى التعويض، تصبح الوقائع مرتكزات في الوجدان، مرجعيات يستمد منها الأبناء الاعتزاز، وتشكل التاريخ الشفهي للمجتمعات، بغض النظر عما يقوله التاريخ الرسمي، وهو المكتوب بعد تنميق وتزوير كبيرين. هكذا هم على الأقل ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا، التي كشفت نيويورك تايمز يوم 17 من الشهر الجاري، في الذكرى الثلاثين لوقوعها، أنه «كان يمكن تلافيها». تفاصيل مرعبة لسينيكية الجهات السياسية، من إجرام الإسرائيليين البارد، وتواطؤ الاميركان الذين كانوا لا يحسبونها إلاّ بناءً على الإحراج الذي يسببه لهم السلوك الاسرائيلي.
التقرير هدية قيمة في الذكرى. وهو يكشف المزيج الغريب من الوحشية وأناقة المظهر الذي يميز الديبلوماسية الغربية أينما كان (لم ننس فرنسا في الجزائر مثلا). مزيج يكاد لا ينتج إلا الكذب، بالمعنى البسيط والسوقي للكلمة.
هل ستسكن أرواح الضحايا بعد الكشف؟ وهل ستتوفر جهات تطلب المحاسبة، والإقرار بالمسؤولية. لعلها مناسبة لمطالبة الاميركان الذين كان سفيرهم «يعلم» ماذا يجري، بأن يعتذروا من الفلسطينيين، ومن أهالي هذين المخيمين تحديداً، وهذا أضعف الايمان... حتى لا تستمر الشماتة الأبدية بمن يُقتل منهم.
تقرير الباحث في جامعة كولومبيا، الذي تمكن من الإطلاع على وثائق إسرائيلية فصيحة لجهة التخطيط المسبق للمجزرة، قطع الطريق على كل رواية عن رد فعل عفوي وانتقامي قامت به «القوات اللبنانية» إثر مقتل بشير الجميل. «هناك ألفين أو ثلاثة آلاف إرهابي فلسطيني ما زالوا هنا. لدينا اسماؤهم، ونريد تصفيتهم. فإن لم تتركونا نكلّف اللبنانيين بالمهمة، تصدينا لها بأنفسنا. ماذا تفضِّلون؟» مَنح السفير الاسرائيليين 48 ساعة، سقط خلالها أطفال ونساء المخيمين صرعى. ما لا يقل أهمية في هذه الوثائق هو الكشف عن القدرة الابتزازية الإسرائيلية للأميركان. توجيه ضربة لإيران ليس من العيار نفسه. والقياس قد لا يصح. ولكن، وطالما أن الأوائل مجانين ومجرمين، والثانين جبناء ومجرمين... فمن يدري؟
إفتتاحية
الضحايا لا يموتون!
ضحايا الظلم يرفضون الاختفاء أبدياً، ويجدون دوماً طريقة للعودة الى... الظهور. فإن لم تُفتح الملفات لإخراج الحقيقة الى النور، وحمل المجرم على الاعتراف بفعلته، وعلى التعويض، تصبح الوقائع مرتكزات في الوجدان، مرجعيات يستمد منها الأبناء الاعتزاز، وتشكل التاريخ الشفهي للمجتمعات، بغض النظر عما يقوله التاريخ الرسمي، وهو المكتوب بعد تنميق وتزوير كبيرين. هكذا هم على الأقل ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا،
للكاتب نفسه
الوحش الكاسر... الوحوش!
نهلة الشهال 2024-09-26
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.
كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"
نهلة الشهال 2024-08-29
تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...
الكذب بوقاحة مضاعَفة إذ تَدّعي البراءة
نهلة الشهال 2024-08-08
يتصرف هؤلاء كما لو أن اختيار "السنوار" جاء من عدم، بل وكدليل على جنوح الحركة إلى التشدد، وإلى المنحى العسكري والقتالي، مع أن "حماس" نفسها قالت إنه ردّها على اغتيال...