التحمس الشديد في لحظتنا الحساسة هذه لـ "الاجتثاث" أمر غير واقعي وخاطئ. اجتثاث حزب "الدعوة" مثلاً، أو الحماسة لاقتحام البوابات واجتثاث "العملية السياسية" كلها. لقد جرّب المالكي اجتثاث الصدريين ومعارضيه من السنة والمدنيين والعلمانيين، ولم ينجح في ذلك، ولنتذكر ما جلبته سياسات اجتثاث البعث أيضاً من تضخّم البعث نفسه بعد أن تبخّر في 2003.
لن يختفي أحدٌ من الساحة بلمح البصر. وإرادات القوة والبطش، إن مارستها السلطة والحكومة أو معارضوها، لن تنجح في اجتثاث أحد، وإنما ستفاقم المشاكل ليس إلا.
فلنترك الأحزاب الفاشلة تجتث نفسها بنفسها، حينما تفشل في تقديم وجوه جديدة تتصدر المشهد السياسي، وحينما تتمسك بالمومياءات المتعضيّة، وحينما ترفض الاعتراف بالخطأ وإجراء مراجعة عميقة لنفسها. حينما تفعل كل هذه الأشياء "الصدّامية" فاطمئنوا، هي بذلك تجتث نفسها بنفسها.
من صفحة الشس مه (عن فايسبوك)