ثمة عباد في العالم قدرهم يورثوا المليارات والعقارات، وثمة عبادٌ قدرهم يورثوا الجينات المعطوبة والحمض النووي اللي فيه تشوّهات، أو الفقر والبؤس. لا موش الفقر بل الفقر المدقع. اليوم أناشد: عندي مريضة راقدة في قسم طب الأطفال بالمستشفى الجامعي ابن الجزار بالقيروان، مصابة بمرض maladie cœliaque اسمه بالعربية "حساسية القمح"، وهو مرض مزمن يصيب الأمعاء الدقيقة يجعلها غير قادرة على هضم المأكولات العادية التي تحتوي على القمح المتسبّب بإسهال مزمن وجريان جوف وحالة هزال ومشاكل بالدم. تطوّر المرض يوصل للسرطان. دواؤه الوحيد هو الحمية الغذائية، أكل من غير قمح لا خبز لا طحين ولا مكرونة لا كسكسي، تقريباً كلّ الأكل التونسي...
عمر البنت 13 سنة، تسكن 30 كم من المدينة في ريف القيروان في منطقة بعيدة عن كل المرافق، أبوها عاطل عن العمل، ضاقت به الدنيا فغادر إلى ليبيا منذ مدة قصيرة ليخدم في المرمة، أمها قاعدة في الدار مرات تعمل في الخياطة ومرات تخدم، على الأقل تحاول... الفتاة في حالة مزرية: حالة هزال فظيع، اكتئاب نفسي وفقر حاد بالدم... تشخيص المرض وقع منذ ست سنوات، لكن نظراً لظروفها المادية لم تبدأ العلاج... هذه الفتاة تستحقّ أن يساعدها أحد، هي وجه تونس الآخر، تونس التي لا يسمع بها أحد ولا تدخلها التلفزيونات والراديوات. كيف نعاونها؟
من صفحة fils d’oedip (فايسبوك)